البلدان الإسلامية تتصدر دول العالم في عدد منتسبي الجامعات المفتوحة

TT

«البلدان الاسلامية تتصدر دول العالم في عدد منتسبي الجامعات المفتوحة»، جاء ذلك في تقرير اصدرته «المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا» بمناسبة انعقاد «المؤتمر الاسلامي الاول لوزراء التعليم العالي والبحث العلمي» الذي اختتم اعماله اول من امس في العاصمة السعودية الرياض. وكشفت احصاءات مرفقة بالتقرير ان قائمة اكبر الجامعات المفتوحة في العالم ضمت 3 دول اسلامية. وتحتل تركيا المرتبة الاولى، حيث يبلغ عدد المنتسبين الى الجامعة التركية المفتوحة نحو 600 الف طالب جامعي. وتأتي اندونيسيا في المرتبة الثالثة بـ353 الف طالب بعد الصين، التي جاءت في المرتبة الثانية بـ530 ألف طالب، فيما احتلت ايران المرتبة الثامنة (117 الفا) بعد الهند (242 الفا) وتايلند (217 ألفا) وفرنسا (184 ألفا) وبريطانيا (150 الفا). وأشار التقارير الى ان بلدان اسلامية اخرى، مثل باكستان وبنغلادش تقترب من قائمة اكثر دول العالم في عدد منتسبي الجامعات المفتوحة، التي يزيد عدد طلابها على 100 ألف طالب.

وتقل كلفة التعليم في الجامعات المفتوحة عن نصف نفقات التعليم في الجامعات التقليدية، ويتيح ذلك فرص التعليم العالي لأعداد اكبر من الطلاب. ومعروف ان اكثر من نصف ابناء البلدان الاسلامية الذين يلتحقون بالجامعات الغربية لا يعودون الى بلدانهم. وتجري الاستعدادات حاليا لافتتاح «الجامعة العربية المفتوحة» العام المقبل، التي يعمل لها منذ سنوات الامير طلال بن عبد العزيز رئيس برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الامم المتحدة.

وتهدف الجامعة العربية المفتوحة الى توفير فرص التعليم العالي والتدريب للأشخاص الذين لم تستوعبهم الجامعات الحالية، ومن لم يستطيعوا مواصلة الدراسة اثناء العمل والذين لا تتوفر لهم فرص مناسبة للالتحاق بالجامعات التقليدية، مثل ربات البيوت والمقعدين وسكان الأقاليم البعيدة عن المراكز الجامعية. ويشير تقرير المؤسسة الى دراسة الجدوى وتوقعت فيها ان تقفز الجامعة العربية المفتوحة الى مصاف الجامعات الكبرى في العالم، وقدرت ان يبلغ عدد المنتسبين اليها 150 الف طالب مع نهاية العقد الأول من بدئها العمل.

واحدثت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الحديثة ثورة في مستوى وحجم التعليم المفتوح. وتزيل اجهزة الحاسوب وشبكات الانترنت الحدود بين الجامعات التقليدية والجامعات المفتوحة. وتهيئ التكنولوجيا الجديدة فرص التعليم المستمر والتعليم 24 ساعة في اليوم وعلى مدار السنة، وتضع في يد الجامعات المفتوحة جميع وسائط التعليم: التدريس عبر البث الاذاعي والتلفزيوني والقنوات الفضائية والحاسوب والبريد الالكتروني وشبكات الانترنت والوسائل متعددة الوسائط. وتوفر التكنولوجيا التفاعلية الاتصال المباشر وجها لوجه بين الطلاب والمدرسين، حيث يجري حالياً تطوير وسائل التدريس التفاعلي بواسطة البث المرئي في اتجاهين عبر محطات طرفية موزعة على المراكز التعليمية الاقليمية.

وتتيح تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات للجامعات المفتوحة فرص استخدام المقررات الدراسية للجامعات الراقية المحلية والعالمية واقامة فصول مشتركة معها. وتحقق الجامعات المفتوحة بذلك وفرا اقتصاديا لأنظمة التعليم العربي والاسلامية التي تتحمل نفقات ضخمة من النقد الاجنبي لتعليم طلبتها في الخارج. ومعروف ان الجامعات الاوروبية والاميركية تتنافس حاليا على تدريس موادها ومقرراتها من بعيد للطلاب في البلدان النامية. ويمكن للجامعات المفتوحة اختيار افضل المقررات التدريسية المتوفرة في سوق التعليم العالي العالمية واقامة مشاريع مشتركة مع صناعة المعلومات والاتصالات العربية والدولية. وتهدف المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا الى دعم هذه المشاريع والمساهمة فيها لخدمة المجتمعات العلمية العربية والاسلامية.

الجدير بالذكر ان المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا هيئة اقليمية ودولية مستقلة غير حكومية، وغير ربحية، ساهم في انشائها علماء وباحثون من داخل البلدان العربية وخارجها، وشارك في تأسيسها ممثلو اتحادات ومراكز علمية عربية وعالمية.