«الأوتوستوب».. أحدث وسيلة للسلب في لبنان

TT

اتخذت هواية الاوتوستوب في الآونة الأخيرة منحى مغايراً تماماً لطبيعتها المعروفة، اذ باتت تشكل مصدر خوف وقلق للسائقين اللبنانيين في حال صادفوا اشخاصاً يمارسونها على الطرقات الرئيسية.

وصار اللبناني عامة يرتاب بالشخص الذي يستوقفه على الطريق من دون معرفة سابقة به طالباً اليه ان يقله معه بالسيارة الى اقرب مكان او مفرق طرق. وقد تعددت حوادث السلب والسرقة التي ارتكزت على هذه الهواية وراح ضحيتها اشخاص متقدمون في العمر وشباب من مختلف الأعمار وقعوا في فخ «الاوتوستوب». وبهدف توعية اللبناني وتوجيهه عرض في الأيام الاخيرة عبر وسائل الاعلام المرئية الأساليب التي يعتمدها اشخاص محتالون لاصيطاد الناس على الطرقات من خلال «الاوتوستوب» ومن ثم يطبقون عليهم ويسلبونهم نقودهم ومصاغهم وفي بعض الأحيان سياراتهم.

والتصقت هذه الهواية بصورة غير مباشرة باشخاص مشتبه بامرهم ولهم سوابق في عمليات السرقة والنشل يستدرجون الناس الى اماكن معزولة للاعتداء عليهم وسلبهم. وقد رصد رجال الأمن اخيراً تحركات فتاة شابة تمارس هذه الهواية فتدس المواد المخدرة لأشخاص يقلونها في سياراتهم، تسلبهم اموالهم وتهرب مع شريكين لها هما فتاة وشاب يكونان عادة في انتظارها في سيارة اخرى. فألقي القبض على الفتاة واعترفت باحترافها هذه المهنة منذ ثلاثة اشهر وقد استهوتها لأنها تحب المغامرة الشيقة! وعرفت هواية الأوتوستوب عصرها الذهبي في الثمانينات حين كان غالبية طلاب الجامعات وسكان المناطق الواقعة خارج بيروت يمارسونها بحجة التوفير من ناحية وعدم توفر وسائل النقل العام من ناحية اخرى.

ولعل انتشار وسائل النقل المشترك حالياً ساهم في وضع حد لهذه الظاهرة اذ صار من السهل التنقل فيها الى المناطق البعيدة عن بيروت الساحلية والجبلية، وبكلفة لا تتجاوز الـ500 ليرة لبنانية.

ويؤكد المحامي رامي فرح ان ظاهرة الأوتوستوب لم تعد تجذب اللبنانيين عامة بعدما تحولت الى وسيلة معتمدة ومباحة لبنات الهوى والنشالين الذين وجدوا فيها طريقة ناجحة للوصول لمآربهم. ويضيف فرح ان الأوتوستوب من اخطر وسائل النقل لأنها تعرض الطرفين الى تجارب هما بغنى عنها.

وفيما يرى البعض في ظاهرة الأوتوستوب وسيلة لايجاد رفيق درب يسايره ويسليه خلال مشواره، لاسيما اذا كان بعيداً فان نسبة اخرى تتحاشى نقل اشخاص غرباء معها في السيارة لتفادي حوادث احتيال ممكنة.