سكرتيرة سارتر تنشر مذكراتها عنه: «كان يتغدى مع امرأة ويتعشى مع أخرى»

TT

«آلو.. جان بول سارتر يود التحدث اليك». تحت هذا العنوان المستوحى من العبارة التقليدية لعاملات الهاتف في المكاتب، صدرت عن منشورات «بلون» في باريس مذكرات جيرمين سوربيه (95 عاما) المرأة التي عملت طوال ثلاثين عاما سكرتيرة لفيلسوف الوجودية الفرنسي جان بول سارتر (1905 ـ 1980).

ورغم ان مدام سوربيه تأخرت كثيرا قبل ان تقرر نشر هذا الكتاب، فان مذكراتها تبقى طازجة وحافلة بالحكايات الصغيرة والاقوال والاسرار والنمائم مما يبقى مسليا ودالا ومفيدا لاستكمال سيرة المفكر الذي اثارت افكاره ومواقفه جدلا كثيرا في فرنسا وخارجها.

التحقت جيرمين بالعمل سكرتيرة لسارتر عام 1945، بعد انتهاء الحرب مباشرة، وذلك بعد ان اوصى بها الناشر المعروف غاستون غاليمار، فقد كان سارتر يبحث عمن تنظم له شؤون مجلة جديدة ينوي اصدارها مع زميله موريس ميرلو بونتي.

ولأنها كانت في الاربعين من عمرها ومطلقة ولم تمارس مهنة سوى تصفيف الشعر، فقد كان مقررا ان تبقى فترة مؤقتة لحين العثور على سكرتيرة محترفة. لكنها ظلت في عملها حتى 1974.

تصف السكرتيرة مخدومها بأنه كان «ذميما الى درجة التطفيش»، لكنه كان نجما من نجوم الحياة الثقافية، يوازي في نجوميته الممثلة بريجيت باردو، يتقاطر على مكتبه العشرات من الزوار والصحافيين والمتطفلين كل يوم، الامر الذي يسبب له الضيق والتذمر. وكانت مهمة جيرمين ان تبعد الزوار عنه.

وتقول: «كنت احميه لكي يتفرغ لعمله ولحريمه». فقد كانت له صداقات نسائية كثيرة، «يتغدى مع امرأة ويتعشى مع اخرى»! وعن سيمون دو بوفوار الفيلسوفة التي رافقت سارتر وكانت نصفه الثاني، تكتب جيرمين سوربيه انها كانت «باترة مثل ضربة هراوة» ولا تقيم وزنا لمشاعر الآخرين.. لقد جاءت السكرتيرة الى المكتب ذات يوم وهي في منتهى السعادة لأنها اصبحت جدة. وكان تعليق سيمون دو بو فوار: «الآن فهمت لماذا تنبعث منك رائحة بول».

احتملت السكرتيرة تقلبات سارتر وغرابة اطوار رفاقه ثلاثين عاماً، ثم قررت ان تترك الوظيفة لأنها تقدمت في السن ولأن المرتب لم يكن مغريا. وكانت كلما طلبت زيادة في الاجر رد عليها سارتر: «ايهما تفضلين.. نقودي ام تقديري؟».

وحين وافته المنية ذهبت جيرمين لتلقي عليه نظرة الوداع في مستشفى «بروسيه» في باريس فوجدته في سباته الابدي «شبه وسيم».