بين المازوت والبنزين يجد اللبنانيون في الغاز باب فرج للتنقل

TT

تتفاقم مشكلة زيادة سعر المحروقات المستمرة في الآونة الاخيرة وتطغى على احاديث اللبنانيين الذين باتوا بسببها مهددين بالحرمان من اهم وسيلة ترفيه يملكونها في زمن عصر النفقات الا وهي النزهات.

فارتفاع سعر صفيحة البنزين الى ما يقارب 15 دولاراً مع ايحاء بزيادات جديدة ارهق كاهل اللبناني ويدفعه للتفكير بوسيلة اخرى يمكنه التنقل بها بأقل كلفة ممكنة، متمنياً حلول اليوم الذي تشهد فيه بيروت وصول سيارات تعمل على الكهرباء او الطاقة الشمسية علَّها تضع حداً لبورصة اسعار المحروقات في لبنان.

ولعل كثرة الكلام عن القرار 341 الصادر اخيراً عن مجلس الوزراء اللبناني والقاضي بوقف استعمال مادة المازوت في سيارات الأجرة لأنها تتسبب في التلوث البيئي، وحديث البعض عن استبدال الغاز بمادة البنزين لأنه اقل كلفة، كل ذلك دفع باللبناني الى الشعور بالإحباط الشديد. فالشارع اللبناني منشغل حالياً بالضرر الصحي الذي يتكبده بسبب استعمال البعض (حوالي 50 ألف سيارة) مادة المازوت، مما حدا بأحد النواب الى القول بـ«أننا قريباً سنتمتع ببشرة «برونزية» وبجسد عابق بسبب الدخان الأسود لعوادم السيارات العاملة على المازوت».

وبين المازوت والبنزين وجد بعض اللبنانيين في مادة الغاز باب فرج يخلصهم من مشكلتهم ويوفر عليهم بضعة دولارات يحتاجونها لتسديد مصاريف اخرى. وهكذا بين ليلة وضحاها ازدهرت تجارة الغاز اذ حوّل بعض السائقين محركاتهم مقابل خمسمائة دولار اميركي الى اخرى تعمل على الغاز، اذ ان سعره ما زال مقبولاً نسبة الى البنزين لأن كلفة الصفيحة منه اقل من 10 دولارات اميركية.

ويرى نقيب سائقي السيارات العامة عبد الأمير نجدي ان الغاز قد يكون حلاً موقتاً للمشكلة الا انه لا يعطي دفعاً قوياً للسيارة كما البنزين او المازوت، ثم قد تطرأ زيادة على اسعاره من قبل الدولة اللبنانية اذا ما ارتفع الطلب عليه.

واشار نجدي الذي يترأس مظاهرة ضخمة لسائقي سيارات النقل العامة بعد غد الى مجلس النواب اللبناني للمطالبة بتعديل القرار 341، انه يجب التشريع لاستعمال المازوت ذات الجودة العالمية من نوع الديزل، او ان يتم اعطاء البنزين للسائقين العمومين بسعر الكلفة.

فالغاز، كا يرى النقيب نجدي، هو خيار آخر قد يلجأ اليه السائقون في حال سدت جميع الأبواب في وجوههم. لكن ما هو الضرر الناتج عن استعمال الغاز؟ يقول الدكتور عبدو سلامة استاذ الكيمياء العضوية في الجامعة الأميركية ان الغاز لا يشكل ضرراً كبيراً على صحة اللبناني كما المازوت، فالأول لا يصدر لدى اشتعاله سوى مادتين، هما المياه وثاني اوكسيد الكاربون، فيما ينتج عن استعمال الثاني ثالث اوكسيد الكبريت الذي يتسبب، اضافة الى مواد اخرى تتأتى عن اشتعاله، زيادة في عدد الاصابات بالامراض السرطانية.

ولكن سلامة ابدى تخوفه من خطر استعمال الغاز لأنه مادة سريعة الانفجار، وهو بمثابة قنبلة نقالة يحملها السائق معه على الطرقات وبين الناس. المعروف ان عدد سيارات الأجرة في لبنان يصل الى حوالي 40 ألف سيارة.