نقل أسود قصر الحمراء الـ12 بسبب تدهور حالتها

TT

بعد قرار ادارة قصر الحمراء وجنة العريف في مدينة غرناطة (جنوب اسبانيا) بسحب تماثيل الاسود من «فناء السباع»، او فناء الاسود، بسبب تدهور حالتها، وتعيين لجنة خاصة لدراستها واجراء الفحص والتجارب عليها بغرض اصلاحها، جرى اخيرا سحب الاسد الاول الى قسم الاختبارات، وبقي في الفناء 11 أسدا، وسيتم سحب الاسود الباقية تباعا، كما ان هناك احتمالا بعدم اعادتها الى مكانها الاصلي، اذ قد تنصب نسخ صناعية مكانها.

وكان تدهور حالة الاسود قد وصل ذروته في الفترة الاخيرة، مما دعا ادارة الحمراء الى منع وصول الزوار الى الاسود، الا ان هذا الاجراء لم يكن كافيا، ذلك ان اسباب تدهور حالتها عديدة، ولا تعود فقط الى الاضرار التي يلحقها الانسان بها، فهناك مثلا حالة الطقس في غرناطة التي ترتفع فيها درجات الحرارة الى درجة كبيرة خلال النهار، ومن ثم تهبط الى درجات منخفضة ليلا، وكذا تلوث البيئة والجو وغيرها من الاسباب.

ويقول مسؤول صيانة الحمراء المهندس ميغيل انخل مارتين انه من اجل ايقاف تدهور حالة الاسود والنافورة فلا بد من القيام بدراستها واجراء الاختبارات عليها مجتمعة في دراسة شاملة. وتذكر ماريا خوسيه دومينج مسؤولة صيانة المنحوتات الحجرية في قصر الحمراء: ان هذه الاسود تعتبر من اندر المنحوتات الحيوانية في العالم من الفن النصيري (نسبة الى بني نصر بناة الحمراء). واضافت: اولا سندرس التمثال الاول دراسة علمية وافية ونجري عليه العديد من الاختبارات التي ستستغرق ما بين ستة الى سبعة اشهر، وبعد ذلك سيتم سحب الاسود الباقية اثنين اثنين. وقالت مسؤولة صيانة المنحوتات الحجرية ايضا ان لون الاسود الحالي هو الداكن، ولكن لونها الحقيقي هو لون المرمر الابيض.

يشار الى ان «فناء السباع» بناه السلطان محمد الغني بالله المتوفى سنة 793هـ (1391م)، وهو عبارة عن فناء مستطيل 35x20 مترا. وعلى جوانبه 124 عمودا من الرخام الابيض، ويتوسطه حوض مستدير من المرمر يحمله اثنا عشر اسدا، ونقشت على جوانب الفناء عبارة «لا غالب الا الله» وقصيدة من اثني عشر بيتا في وصف الفناء للشاعر ابن زمرك، تقول بعض ابياتها»:

تبارك من أعطى الإمام محمدا مغاني زانت بالجمال المغانيا يذوب لجين سال بين جواهر غدا مثلها في الحسن أبيض صافيا تشابه جار للعيون بجامد فلم ندر أيّا منهما كان جاريا ألم تر أن الماء يجري بصفحها ولكنها مدت عليه المجاريا كمثل محب فاض بالدمع جفنه وغيَّض ذاك الدمع إذ خاف واشيا