وأخيرا اعتزل شيخ مصارعي الثيران في اسبانيا، فرانشيسكو روميرو المعروف باسم كورو، والملقب بـ«الفرعون» عن 67 عاما، واحدث اعتزاله مفاجأة كبيرة في اوساط هذه اللعبة.
واعلن مصارع الثيران كورو اعتزاله رسميا هذه اللعبة ليلة الاحد الماضي بعد اربعين عاما من مزاولتها، وعلى الرغم من بلوغه سنا متقدمة الا انه لم يترك مصارعة الثيران، حتى ان زميله ومرافقه في هذه اللعبة غونثا ليتو قال «لقد ظننت ان كورو سوف يصارع حتى الموت».
ولد فرانشيسكو روميرو «كورو» في مدينة اشبيلية يوم 4 ديسمبر (كانون الاول) من عام 1932، واتجه منذ صغره نحو مصارعة الثيران. وفي عام 1954 نزل اول مرة لمصارعة الثيران امام الجمهور، وفي عام 1957 بدأ نجمه يسطع في عالم المصارعة، ولكنه سرعان ما انتكس عام 1962 عندما سقط امام احد الثيران، وفي عام 1965 صارع عن جدارة فائقة النظير في ساحة بنتيا في العاصمة مدريد حتى حمله الجمهور على الاكتاف. ثم تكرر هذا المشهد مرات عديدة. وفي عام 1983 انفصل عن زوجته كونجا ماركيز، فاثر هذا الحدث فيه كثيرا، واصيب بخيبة امل كبيرة، ثم سقط امام الثور في ساحة ارانخويث في مدريد عام 1989، ولكنه سرعان ما اجتاز الصعاب، وحصل عام 1993 على ميدالية الاندلس الذهبية، وفي عام 1999 احتفلت به اوساط لعبة مصارعة الثيران باعتباره ابرز مصارع في اسبانيا.
تميز كورو بمصارعته الهادئة للثور، وكان يقوم بكل الحركات بشكل بطيء، وحتى دخلوه الى الساحة او الانسحاب منها كان يجري بحركات هادئة.
لقد فاجأ قرار كورو الاعتزال الكثيرين، وعلى الرغم من سنه المتقدمة، فانه كان مصرا على الاستمرار في المصارعة، ولكن عدم امتثاله للاوامر عجل باتخاذه هذا القرار، اذ تميز بالصراحة وبطبعه التصادمي مع المؤسسات المسؤولة عن المصارعة، حيث انه كان يرفض باستمرار تدخلها بطريقة لعبه وبمواعيد اللعبة. وكان آخر مرة تصادم فيها مع هذه المؤسسات في احتفالات «سان ميغيل» حيث اتهمته المؤسسة التي اقامت الاحتفال بعدم مراعاته مواعيد الالعاب، ورد هو بأنه لا يريد ان يفرض عليه احد الاوامر.
وقال المصارع مانويل دياث المعروف بالقرطبي «ان كورو ترك علينا بصماته بشكل لا يمكننا التخلص منها طول حياتنا».
=