المونديال في لبنان: تقديم موعد امتحانات الطلبة وتلفزيونات جوالة للعمال

TT

ينشغل اللبنانيون حالياً، بعيداً عن اجواء السياسة ومشاكلها، بالتحضير لمباريات كأس العالم في كرة القدم التي ستبدأ في 31 مايو (ايار) الجاري في اليابان وكوريا الجنوبية.

ومساهمة منها للسماح بتلامذة المدارس بمتابعة المباريات بذهن صاف قررت معظم المدارس إجراء امتحانات نهاية السنة الدراسية قبيل موعد المباريات ليتفرغ المدرسون وتلامذتهم على السواء لمشاهدتها طيلة شهر يونيو (حزيران) وهو الشهر الذي كانت تجرى فيه الامتحانات النهائية كل عام. كما قررت بعض الشركات وضع اجهزة تلفزيون في اماكن العمل للعمال او تزويد العمال المتنقلين بأجهزة بتلفزيونات جوالة.

ونشطت تجارة اعلام البلدان المشاركة في المونديال، فيما تنافس الجيران لتعليق العلم الأطول او الأكبر على شرفات منازلهم، فازدهرت اعمال الخياطة لتصميم اعلام ذات احجام كبيرة، تدل على كمية الحب والشعبية التي يكنّها ابناء حي ما لفريقه المفضل. ووصل سعر بعض هذه الاعلام الى 50 و70 دولاراً، فيما يكتفي اصحاب الميزانيات المحدودة بشراء اعلام صغيرة لا يتجاوز سعرها ثلاثة دولارات. وسارع بعض الصبيان الى شراء قمصان قطنية تحمل اسم او صورة بطل فريق معين كرونالدو البرازيلي او زين الدين زيدان الفرنسي، وذلك قبل ان تنفد من السوق وتباع في السوق السوداء بأسعار مرتفعة، بينما لا يتجاوز سعرها اليوم 10 دولارات.

ولم تستثن المطاعم والمقاهي الشعبية من هذه الاستعدادات، فحضّر المسؤولون فيها شاشات عملاقة فيها لاستقطاب اكبر عدد من الزبائن خلال نقل وقائع المباريات.

وراجت كالعادة المراهنات المالية بالغة اوجها في المؤسسات والشركات الخاصة بين موظفيها الذين راحوا يراهنون على فوز فريق او آخر مقابل شروط غير مالية تتعلق بدعوات ونزهات وهدايا رمزية. وبدأت وسائل اعلام، لها الحق الحصري في عرض او اذاعة المباريات، شن حملات اعلانية مكثفة تدعو فيها من يهمه الأمر لملاقاتها في مجمعات سياحية او في وسط بيروت لمتابعة الحدث برفقتها في سهرات تتخللها مفاجآت كحضور نجم او فنان في اجواء مثيرة. الا ان ارباب العمل في مختلف المجالات كانوا الوحيدين غير المتحمسين للحدث بسبب الأوقات المحددة لنقل المباريات، والتي ستجرى غالبيتها اثناء النهار اي خلال ساعات العمل، وعلى عكس السنوات السابقة التي كانت تجرى فيها خلال الليل بتوقيت بيروت. واحتار بعضهم في الاجراءات التي سيتخذونها تجاه بعض الموظفين، ممن هددوا بأخذ عطلة مفتوحة على حسابهم اذا لم يسمح لهم رب العمل بوضع جهاز تلفزيون في مراكز عملهم اثناء ساعات العمل لمتابعة مجريات الحدث. فيما اشار بعض اصحاب المهن التي تتطلب تنقلهم باستمرار من مكان الى آخر الى امكانية حمل اجهزة تلفزيون صغيرة الحجم معهم حتى لا تفوتهم متعة متابعة المباريات.