اللبنانيون يطبقون مبدأ التسوق النظري: «لا تشتر.. تفرج مجانا»

TT

أظهرت دراسة حديثة اجراها طلاب قسم علم الاجتماع في الجامعة اللبنانية ان 30 في المائة من اللبنانيين باتوا يمارسون مبدأ «تفرّج وأنظر من دون ان تشتري» خلال تجولهم في الأسواق التجارية خوفاً على جيوبهم ولتحصينها من التبذير.

واكد هؤلاء انهم خلال زيارتهم للمعارض والأسواق الشعبية وغيرها يمارسون «حمية اقتصادية» تخوّلهم الحفاظ على صحة ميزانياتهم.

ففيما كان اللبنانيون يدرجون عملية التسوق من ضمن الهوايات المفضلة لديهم وينتظرون ايام نهاية الأسبوع والعطل والاجازات لممارستها على اكمل وجه صاروا اليوم يزاولونها ضمن حدود معينة، انطلاقاً من مبدأ «الفرجة» مجاناً او «التسوق بالنظر».

وتشير الدراسة الى ان 10 في المائة فقط من هؤلاء لا يستطيعون احياناً كثيرة لجم رغباتهم في الشراء، فلا يصمدون امامها ويشترون اغراضاً جديدة لبيوتهم او لأنفسهم، ثم لا يلبثون ان يشعروا بالندم اثر وصولهم الى المنزل. وتقول الدراسة ان الشراء بحد ذاته يضفي نوعاً من الراحة النفسية على صاحبه الا ان هذا الشعور يختفي بسرعة عندما تمتد يدنا الى جيبنا لنجدها خالية.

ويبدو ان لدخول المحلات التجارية والخروج منها من دون مشتريات اساليب خاصة تعتمدها النساء عامة للتهرب من التاجر بلباقة. فبعد ان تجول السيدة في المحل تعتذر منه قائلة: «سأعود مع زوجي، او مع ابنتي» او ببساطة تبادر الى القول: «لم يعجبني شيء شكراً..» وهكذا تستطيع الافلات منه بتهذيب.

الا ان اعتماد هذا النوع من الحجج بات معروفاً ولا يكترث به التجار، الذين لاحظوا ان نسبة قليلة من الناس ما زالت تستطيع ان تتسوق كلما رغبت بذلك. ويلاحظ في الآونة الاخيرة غياب مظاهر الشراء الوفير، عكس السنوات الماضية، اذ كان الناس يلتقون فيها ببعضهم البعض وهم يحملون اكياساً كثيرة مليئة بأغراض مختلفة دلالة قيامهم بجولة تسوّق على الأصول.

وتعمد شريحة من الناس على التزود بمبلغ زهيد من المال اثناء قيامها بجولة الفرجة حتى لا يتسنى لها الشراء على سجيتها بل ضمن ميزانية مدروسة.

وكثر في الآونة الاخيرة انتشار الأسواق الشعبية الصغيرة في الأحياء البيروتية، وحسب ما يردد القيمون عليها او المشترون منها ان نسبة زوار الفرجة فيها هي ضعفا نسبة من يشتري فعلاً، وبينها سوق الزهور في حي السراسقة (في بيروت)، وسوق البرغوت وسط بيروت، وسوق النحاس في الدورة (شمال بيروت) وغيرها من الأسواق التي استحدثت اخيراً لحث الناس على الشراء وبأسعار مخفضة ومعقولة.