اعتصام مهاجرين في جامعة إسبانية يتسبب في مجابهة بين الحكومة والمعارضة

TT

بلغ عدد المعتصمين في جامعة بابلو دي اولابيدي في اشبيلية، جنوب اسبانيا، اكثر من 400 من المهاجرين المطالبين بمنحهم الاقامة الشرعية في اسبانيا، بعد ان نجح مهاجرون آخرون في التسلل الى داخل الجامعة على الرغم من الحظر المفروض من قبل الشرطة التي ترابط الآن عند ابواب الجامعة لمنع دخول المزيد منهم. وقد وصف وزير الداخلية الاسباني ماريانو روخاي، يوم الاربعاء، الاعتصام بأنه «خبر سيئ» لمصادفة موعده مع قرب اجتماع القمة الاوروبية يومي 21 و22 من هذا الشهر، ورفض بشكل قاطع منح المعتصمين الاقامة الشرعية. وكان مفوض الحكومة لشؤون الهجرة هنريكه فرناندث ميراندا، قد سبقه في رفض منح المهاجرين المعتصمين الاقامة الشرعية، ودعاهم الى العودة الى بلادهم، وقد سببت هذه التصريحات احتجاجات عديدة من قبل المعارضة وبعض المنظمات الانسانية، فأعلن السكرتير العام للحزب الاشتراكي المعارض لويس رودريغيث ثابا تيرو بأن على الحكومة ان تحل المشكلة بدلاً من اشاعة القلق او اصدار قوانين تؤدي الى طريق مسدود، وذهبت كونسويلو رومي مسؤولة السياسة الاجتماعية في الحزب، الى ابعد من ذلك حيث طالبت باقصاء مفوض الحكومة لشؤون الهجرة فرناندث ميراندا بسبب تصريحاته التي طلب فيها من المهاجرين غير الشرعيين العودة الى بلادهم. ودعا مسؤول كنيسة مدينة سيغونثا، شمال العاصمة مدريد، هوسيه سانجيث الى تفهم حالة المهاجرين والى عدم القلق من ظاهرة الهجرة الى اسبانيا، ودعا الى قوانين اكثر مرونة كي يمكن منح غير الشرعيين الاقامة الرسمية.

من جهة اخرى استطاع حوالي 100 مهاجر غير شرعي التسلل خلال الايام الماضية الى الجامعة والالتحاق بالمعتصمين، على الرغم من الطوق الامني المفروض من قبل الشرطة، وقد بلغ عدد المهاجرين الذين القي القبض عليهم لمحاولتهم التسلل اربعون مهاجراً.

ولوحظ ان هناك تعاطفاً شعبياً مع المعتصمين منذ يوم الاثنين، ويقوم الكثير من المواطنين بتقديم المساعدات، وقام احد المزارعين بالتبرع بـ200 كيلوغرام من الرز لهم.

ولكن المعتصمين يعانون من مشاكل عديدة منها ان عددهم في تزايد في مكان ضيق لا تتوفر فيه شروط التهوية والنوم، واضطر بعضهم الى النوم خارج القاعة بسبب الحر الشديد الذي تتعرض له اشبيلية هذه الايام.

يشار الى ان هؤلاء المهاجرين كانوا قد اقتحموا الجامعة يوم الاثنين الماضي مطالبين بمنحهم الاقامة الشرعية، بعد ان اعتصموا في اماكن عديدة في مدينة ولبه، جنوب اسبانيا، بعد ان فقدوا اعمالهم بسبب تعاقد اصحاب المزارع في المدينة مع عمال من اوروبا الشرقية.