موضة «التذمرمن كل شيء» تطغى على اللبنانيين

تبرم من العنوسة ومن الزواج و33% من الرجال ينفرون من المرأة الدائمة التذمر

TT

يتفشى بين اللبنانيين في الآونة الاخيرة وباء من نوع جديد، لا يتسبب بالانفلونزا او بنزلة صدرية او برمد الربيع او بآلام في الرأس، وانما يدفعهم الى التذمر من كل شيء ومن دون توقف.

ورصد الحالات ليس مستحيلاً اذ يكفي ان يستقل الواحد سيارة اجرة او يجلس في احد المقاهي حتى يلاحظ طغيان موضة التذمر.

مقدم برنامج منوعات قال لأحد المتصلين مباشرة على الهواء: اذا كنت من الاشخاص الذين لا يتذمرون تربح معنا جائزة قيّمة. ففي لبنان كل يتذمر لسبب ما. قد تكون فاتورة كهرباء او هاتفاً او قسطاً مدرسياً غير متوفر او انقطاعا للتيار الكهربائي او المياه في عز الشتاء. حتى الكومبيوتر دخل على ضوء حملات التذمر بسبب الفيروسات التي تنتاب صحته الالكترونية.

لكن البعض لا ينتظر مبرراً للتذمر، قد يسبب ازدحام السير او موجات الحر او ضيق الحالة الاقتصادية وتسارع وتيرة الاحداث السياسية تفاقم هذه الظاهرة التي تترجم الضغوط النفسية التي يعيشها اللبناني عامة.

وترى الدكتورة كريستيان صافي، اختصاصية في علم النفس، ان اللبناني يتحدث دائماً عن اعماله وافكاره بطريقة سلبية كردة فعل للتعبير عما يخالجه من كبت او ظلم. وتختلف طبيعة التذمر من شخص الى آخر، فهناك من يتذمر لكثرة انشغاله في العمل، فيما غيره يتذمر من قلّته. وقد يبدي البعض ضيقاً من العزوبية فيما البعض الآخر يلعن ساعة زواجه. وينضم لبنانيون كثر الى اجواء التذمر بالرغم من عدم وجود اسباب واضحة لذلك، ويبررون الامر بخوفهم من الحسد لأن احوالهم مستقرة في ظروف البلد الصعبة، او انهم يحاولون تقليد الآخرين ويخجلون لأنهم من دون هموم.

وكانت دراسة اخيرة قد اجراها طلاب السنة اولى في علم اجتماع في الجامعة اللبنانية اظهرت ان 33% من الرجال ينفرون من المرأة التي تبدي تذمرها الدائم من اي شيء يصادفها ويعتبرونها بعيدة كل البعد عن فتاة احلامهم.

=