دراسة: أطفال الشوارع ظاهرة في طريقها للتوسع بمدينة الرياض

TT

كشفت دراسة حديثة عن اطفال الشوارع في مدينة الرياض ان غالبية الاطفال المتسولين هم من السعوديين وتمثل الاناث الغالبية العظمى منهم، لكن هذه النسبة لا تعكس واقع المتسولين إذ يسجل الوافدون نسبة 75 في المائة منهم في حين يمثل الباعة من الاطفال عند الاشارات الضوئية غالبية من غير السعوديين ومن فئة الذكور. واشارت الدراسة التي اعدها الدكتور عبد الله بن عبد العزيز اليوسف الاستاذ المساعد بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية عن الاطفال الباعة والمتسولين في العاصمة السعودية، الى ان الاطفال من الباعة والمتسولين يتحدرون من اسر كبيرة العدد تأتي في ظروف اقتصادية سيئة متمثلة في كثرة اعدادها مما يدفع الكثير منهم الى ممارسة التسول والبيع للقيام بمتطلبات الاسرة الضرورية، حيث يمثل ذلك المصدر الوحيد لدخل الأسرة. وذكرت الدراسة أن هؤلاء الاطفال يتحدرون من اسر امية غير مكترثة بالتعليم ولا تدفع اطفالها للاهتمام بالدراسة مما سوف يخلق جيلاً أمياً ويورث ثقافة الفقر من الاباء الى الابناء ويساعد في استمرار حلقة الفقر وتكريسها داخل هذه الاسر. وشددت الدراسة على ان المؤشرات الاولية تشير الى احتمالية توسع هذه الظاهرة وانتشارها على المدى القريب «لا توجد ارقام عن عدد اطفال الشوارع في الرياض ولكن هناك دراسة من منظمة العمل الدولية صدرت قبل 8 سنوات تشير الى ان عدد الاطفال العاملين في السعودية حوالي 83 الف طفل».

واوصت الدراسة باجراء المزيد من الدراسات العميقة لأولياء امور المتسولين من قبل مكتب مكافحة التسول لمعرفة جوانب العجز المادي الذي تعاني منه هذه الاسر وحله. واكدت الدراسة ضرورة تحديد جهة معينة تكون مهمتها ملاحقة الاطفال الباعة ومنعهم من البيع ومعاملتهم معاملة المتسولين خوفاً على حياتهم بسبب تنقلهم بين السيارات وازعاجهم لحركة المرور او الخوف من تحولهم الى الاعمال الاجرامية. ورأت الدراسة ضرورة اجراء دراسات مسحية شاملة على مستوى السعودية لا تقتصر على استقصاء اموال الاطفال الباعة والمتسولين وحدهم بل تتجه كذلك الى دراسة أوضاع اسرهم من خلال اجراء مقابلات عميقة مع أرباب هذه الأسر لمعرفة جوانب القصور والنقص لديهم.