كثرة الأعراس ترفع أجور «الطقاقات» السعوديات لكن عيونهن على زيجاتهن

TT

سجلت اجور «الطقاقات»، وهو المصطلح الذي يطلق على النساء اللاتي يحيين حفلات الزفاف وغيرها عن طريق الضرب على الدفوف وترديد الأغاني المعتادة في هذه المناسبات، ارتفاعاً هذه الأيام بسبب حلول موسم الزيجات والحفلات الخاصة لدرجة ان الاستفادة من خدمات الفرق النسائية «الطقاقات» يتطلب الحجز مسبقاً، وقبل الحفل بفترة كافية. وتتراوح اجور الفرق من 14 ألف ريال الى مائة الف ريال في الليلة الواحدة تبعاً لشهرة الفرقة والمكان الذي ستقام فيه المناسبة. ويضم عالم الطقاقات قصصاً غريبة زجت الصدفة البحتة ببعض افرادها الى هذه المهنة او قادتهن الحاجة المادية او الظروف الأسرية ليكنّ ضمن صفوفها. والطقاقات، مثلهن مثل غيرهن في اي مهنة، يطمحن الى الاستقرار المادي وعيونهن على الاستقرار الأسري. والتقت «الشرق الأوسط» مجموعة من الطقاقات، منهن م.ع، ولها فرقة خاصة من 8 عازفات وتعمل في هذا المجال منذ 20 عاماً، «بعد تخرجي من الثانوية العامة ونجاحي في عدة دورات لم اجد عملاً بدخل جيد، ولأن ابي متوفى واصرف على والدتي واخوتي لذا قررت دخول هذا المجال، وحصلت في البداية على 5 الاف ريال ثم تدرجت حتى وصل دخلي في الليلة الواحدة الى 14 الف ريال. واشارت الى ان السعر لا يذهب لفرقتها فقط بل ايضا الى عازف الاورغ وفني الاجهزة ومكبرات الصوت».

واكملت بصوت حزين انها تتمنى ترك هذه المهنة التي تعبت منها وان تتزوج، لكن لا احد يتقدم لها ما دامت تعمل في هذا المجال ولا تستطيع ان تتركه حتى يأتي من يستطيع ان يعيلها ولا يعتمد على دخلها.

اما س. م التي تعمل في هذا المجال منذ 25 سنة ولها فرقة معروفة وتتقاضى عن احياء ليلة واحدة من 20 الف ريال الى 25 الف ريال فتقول انها بعد تخرجها من احد المعاهد الفنية التي تعادل شهادة الثانوية العامة عملت لمدة ثلاثة اشهر في مجال تخصصها الا انها لم تستمر لتأخرها عن العمل صباحاً بعد كل ليلة لديها حفلة. وبعد تعرضها عدة مرات للتوبيخ وخصم المرتب من رؤسائها قررت ترك العمل والتفرغ لمهنتها حيث ان دخل الأخيرة في اليوم الواحد يعادل ثلاثة اضعاف ما تأخذه في الشهر من عملها. وتعلق ع. د ، وهي صاحبة فرقة، ان اغلب البنات اللاتي يعملن معها يدرسن في الفترة الصباحية ويساعدنها في فترة المساء، موضحة ان فصل الصيف هو اهم الشهور لعملها، ويبلغ الدخل في الشهر الواحد حوالي 240 الف ريال وقد يصل الى 300 الف ريال. وتقول أ. ن، التي عارض اهلها بشدة دخولها مجال الطقاقات «بعد انفصال والدي عن والدتي اثقلت اعباء الحياة كاهل والدتي وكان لابد من ان يساعدها احد، ولأني أكبر اخواتي ولا املك من الشهادات والمواهب الا المتوسطة وصوتي جميل قررت العمل كطقاقة حتى اساعدها على شراء منزل ومصاريف البيت». وعما تأخذه في الليلة الواحدة تقول «يتحدد المبلغ حسب اصحاب الحفل، فاذا كانوا من اصحاب الدخل المتوسط اتقاضى من 13 الف ريال الى 15 الف ريال شاملة مصاريف الأجهزة وعازف الالة الموسيقية (الاورغ)، اما اذا كانوا من ذوي الدخل الممتاز فان السعر يرتفع الى 25 الف ريال وقد يصل الى 30 الفا في بعض الأحيان».

من جانبها توضح م. ر، التي تعمل في هذا المجال منذ سبع سنوات، وسبقتها اليه خالتها ولحقتها منذ عام شقيقتها وكونت فرقة هي الأخرى «اننا معشر الطقاقات دائماً نسأل ونتعاون مع بعضنا البعض اذا دعت الحاجة، فمثلاً لو احتاجت اي طقاقة صاحبة فرقة الى اي عدد من البنات نوفر لها ذلك من فرقتنا الخاصة، اضافة الى اننا قد نتنازل لأي طقاقة عن حفل يخصنا اذا تعذر علينا احياؤه لأي سبب كان، ونتفق مع اهل المناسبة على ذلك، وعادة هم ناس طيبون ولا يعترضون على ذلك».