المحكمة البريطانية ترفض استئناف المغربي الدردور قاتل عائلته

TT

رفضت محكمة الاستئناف البريطانية اول من امس طلب الاستئناف الذي تقدم به محامو المغربي ابراهيم الدردور، قاتل 4 من افراد عائلته، واكدت على اهمية تنفيذ حكم الاولد بيلي الصادر بحقه مارس (اذار) الماضي بالسجن مدى الحياة. وكانت شرطة اسكوتلنديارد قد نجحت بالتعاون مع الشرطة الدولية «الانتربول» بداية يناير (كانون الثاني) 1999، بعد مضي ثلاث سنوات من البحث المضني في اوروبا والمغرب، من اعتقال المغربي ابراهيم الدردور المتهم بقتل اربعة من افراد عائلته، وهم طفلته امينة (16 شهرا) وزوجته صوفي (31 عاما) ووالدها جون تارنت (71 عاما) ووالدتها فيفيان (57 عاما)، في منزل العائلة بحي ايزلنجتون الهادئ شمال العاصمة لندن.

وكان المغربي الدردور اشتكى بعد صدور الحكم بسجنه من ان قاضي الاولد بيلي لم يقدم تلخيصا عادلا ومتوازنا للقضية امام هيئة المحلفين التي ادانته. واصدر القضاة الثلاثة اول من امس وهم القاضي اليوت واللورد كنيدي والقاضي بيل، قرارهم بان محكمة الاولد بيلي التي نظرت القضية في مارس الماضي كانت متوازنة وعادلة. وكانت اسكوتلنديارد لجأت الى استخدام الانترنت لتعقب الدردور بعد ان اقترف جريمته بقتل 4 من افراد عائلته يمثلون ثلاثة اجيال متعاقبة، طعنا بسكين حاد في 12 اكتوبر (تشرين الاول) 1995، وسافر افراد من الشرطة البريطانية الى المغرب.

وظل ضباط فريق البحث الجنائي لشهور عديدة يعتقدون ان الجاني في المغرب او بين ابناء الجالية المغربية في فرنسا، عقب هربه، قبل وصول رجال الشرطة البريطانية الى مكان الحادث عقب سماع اصوات استغاثة نسائية على خط النجدة الهاتفي (999) قبل ان يقطع الخط الهاتفي من الجاني، الذي نجح بعد ذلك في الفرار عبر الشوارع الضيقة لحي ايزلنجتون الهادئ وجرى اخطار الموانئ والمطارات البريطانية وقتها، والسفارة المغربية في لندن، الا ان مكان وجود الدردور ظل لغزا لضباط اسكوتلنديارد، الذين سارعوا وقتها بوضع اسم الجاني وصورته على شبكة المعلومات الدولية «الانترنت» باعتباره من (المطلوبين والخطرين)، ومعه، وصف كامل لتفاصيل جريمته، وخط السير المفترض لهروبه من مسرح الجريمة، وهو استخدام القطار السريع الى اوروبا. وكان الدردور قد وصل الى بريطانيا عام 1989، ووقع بسرعة في غرام زوجته صوفي الممرضة في مستشفى «ايز» بوسط لندن وتزوجها في نفس العام، لكن الخلاف سرعان ما دب بينهما، وتفاقمت الامور بعد ان طلبت الطلاق، وغادرت مسكن الزوجية بصحبة ابنته امينة، الى منزل والديها. وليلة الحادث افاد جيران عائلة الضحايا انهم: «سمعوا نقاشا وصراخا حادا بين ابراهيم وزوجته، وتطور لتدخل ابويها لتهدئته».