أسواق المزاد العلني في لبنان تبيع مقتنيات المشاهير ..طاولة من خشب الورد جلس عليها ديغول بيعت بـ14 ألف دولار

TT

لم تعد اسواق المزاد العلني في لبنان تقتصر على قطع الاثاث وأواني الكريستال والتحف النادرة على انواعها فقط، اذ صارت اليوم تشمل اغراضاً خاصة تعود الى بعض المشاهير، وبينهم فنانات راحلات او صرن في عداد المعتزلات. وقد بيعت عباءة مطبعة بخيوط من الذهب الخالص، تملكها فنانة بمبلغ يفوق خمسة آلاف دولار اميركي في مزاد علني حصل في احدى ضواحي بيروت وكانت العباءة قد قدمت للفنانة هدية منذ اكثر من عشرين عاماً من المغرب العربي. فيما تردد ان كرسياً هزازاً للمطربة الراحلة نور الهدى قد بيع بسعر خيالي، اشتراه مواطن عربي كان من اكبر المعجبين بها.

وتشهد اسواق المزادات العلنية حاليا نشاطاً لافتاً وكان آخرها قد جرى في غاليري خاص لبيع المفروشات يقع في شارع سرسق من منطقة الاشرفية وقد ضم اكثر من مائة لوحة زيتية لرسامين لبنانيين معاصرين وغيرهم، وبيعت لوحة من اعمال الفنان عمر الانسي بمبلغ عشرة آلاف دولار اميركي.

تستقطب هذه المزادات عادة اشخاصاً يرغبون في الحصول على ما يلزمهم او يزينون دورهم بأسعار متهاودة، قياساً الى الثمن الحقيقي للمشتريات. فالقطعة التي تباع في المزاد تتدنى قيمتها من 30 الى 50 في المائة. وفي ما مضى كان المزاد العلني اشارة الى افلاس شخص ما ووضع اليد على ممتلكاته وطرحها لمن يدفع اكبر مبلغ فيحصل عليها مهما كانت قيمتها. اما اليوم فارتياد المزادات هو تقليد دأبت عليه طبقة الارستقراطيين للتباهي ببعض القطع النادرة التي يملكونها او للعثور على وسيلة سريعة للتخلص من تحفة فقدت جاذبيتها لديهم او لا تناسب ديكور منازلهم.

وتشمل هذه المزادات ايضاً مقتنيات ثمينة من الفضة والبورسلين تعود الى دبلوماسيين عملوا في لبنان فترة من الزمن ثم نقلوا الى بلدان اخرى، واهمية هذه المقتينات في كيفية استعمالها ومنها مثلاً كوب شاي ارتشف منه الراحل الملك حسين خلال زيارة له الى لبنان. وفي آخر مزاد علني شهده فندق الكارلتون قبل اقفاله العام الماضي اشترى احد هواة الاثاث القديم طاولة مصنوعة من خشب الورد من طراز «نابوليون الثالث» بـ14 الف دولار اميركي، قيل ان الرئيس الفرنسي الراحل شارل ديغول قد جلس عليها اثناء زيارة قام بها الى لبنان.

وللمشاركة في المزادات اصول وقواعد، اذ المفروض ان تحمل التحف المراد بيعها شهادة تبين قيمتها التاريخية او الفنية لتجد من يرغب في اقتنائها.

ويوضح خبير المزادات العلنية ارمان ارقش ان اسباب المزادات العلنية، تعود الى خلاف ما حصل بين الورثة لعائلة معروفة او بداعي الهجرة والسفر او لمجرد حب للتغيير والتجديد.

ويضيف ارقش الذي ينوي اجراء مزاد علني نهاية الشهر المقبل اكتوبر (تشرين الاول) في احد فنادق بيروت العريقة ان توضيب المزاد العلني يستغرق اكثر من اربعة اشهر اذ يتم تقدير ثمن كل قطعة معروضة من سجاد وطاولات ولوحات واوان وما شابه.

وعام 1973 عرض ميشال الخوري نجل رئيس الجمهورية اللبناني الراحل بشارة الخوري مقتنيات قصر والده في القنطاري للبيع في المزاد العلني، وقد اشترى احد هواة السجاد سجادة اصفهانية كان يفضلها الرئيس الراحل بسعر 50000 ليرة لبنانية آنذاك اي حوالي العشرين الف دولار اميركي. وقديماً كانت المزادات تستقطب الكبار في السن من ابناء الطبقة الوسطى، اما اليوم فقد دأبت شريحة كبيرة من جيل الشباب على ارتياد اسواق المزاد العلن لتجدد حركة الشراء وتبعد عنها طابعها الرزين المعهود.