الذكرى المئوية لميلاد مبتكر وجبات «ماكدونالدز»

TT

واشنطن ـ أ.ف.ب: لو كان راي كروك مبتكر الوجبات السريعة المنبثقة من اسم المهرج رونالد ماكدونالد لا يزال حيا اليوم، لكان احتفل بمرور ذكرى ميلاده المائة على رأس شركته التي تتباهى بتقديم 46 مليون وجبة طعام يوميا في جميع انحاء العالم.

فريموند ألبرت كروك، الشخصية الكتومة الذي توفي في عام 1984، هو الذي تفجرت عبقريته التجارية في الثانية والخمسين من عمره بشرائه من الأخوين ماك وديك ماكدونالد مطعمهما الصغير في سان برناردينو بكاليفورنيا.

«لا نتعشى. نأكل ونتابع مسيرتنا». هذا كان الشعار المحفز لبائع الحليب الممزوج بالفانيلا والشوكولاته الذي سيحدث ثورة في طريقة تناول الطعام لدى الأميركيين.

ولدى جزء لا بأس به من سكان الكرة الأرضية، على رغم أنف عشاق الولائم والمآدب الذين يشاهدون مذهولين احيانا، ومغتاظين في اغلب الأحيان، تقدم هذا الطاهي الذي تفتر شفتاه عن ابتسامة خبيثة يعلوها أنف احمر وقبعة مستديرة.

وتفيد معلومات قدمتها الشركة ان مطعما جديدا لماكدونالدز بلائحة طعامه الوحيدة ـ همبرغرز وبطاطا مقلية وقطع من لحم الدجاج مع الكاتشب ـ يفتتح في العالم كل سبع ساعات اي انها تعمد الى تسليم ألفي رخصة استثمار سنويا.

ومنذ تأسيس شركة «ماكدونالدز كوربورايشن» في 1955، يستقبل الآلاف من هذه المطاعم التي تقدم اللحم المفروم والبطاطا المقلية جحافل الهواة في 90 بلدا.

ولا شيء في ماضي كروك الذي ولد في الخامس من اكتوبر (تشرين الأول) 1902 في واك وارك بولاية الينوي (شمال) كان يؤهله على ما يبدو لخوض غمار هذه التجارة اللامعة.

ففي الخامسة عشرة من عمره، في العام 1917، عمد الى تكبير سنه ليتمكن من ان يصبح سائق سيارة اسعاف للصليب الأحمر تمهيدا لارساله الى اوروبا في السنة الأخيرة من الحرب العالمية الاولى. لكن الحرب انتهت قبل ان يجتاز المحيط الأطلسي.

فاضطر هذا الفتى المراهق الى العمل لتأمين معيشته. وحاول العزف على البيانو في محطة اذاعية ثم عمل بائعا للأوعية الورقية. وخلال احدى جولاته، توقف في مطعم يعمل باعتدال ولا تتضمن لائحة وجباته كثيرا من الاصناف: همبرغرز وتشيزبرغرز وبطاطا مقلية ومشروب الصودا بسعر متواضع جدا.

فانبثقت في ذهنه فكرة تعميم هذه الصيغة في جميع انحاء الولايات المتحدة. وأطلع عليها صاحبي المطعم الأخوين ماكدونالد اللذين وافقا. وتلك كانت بداية النجاح التجاري المنقطع النظير.

ووجهت الى هذه الوجبات كثير من الانتقادات. وراجت فكرة «الأكل غير المغذي».

فسارع «ماكدو» الى تعديل صورته ومكونات وجباته. ومطلع سبتمبر (ايلول) الماضي، اعلنت الشركة تقليص نسبة الشحوم في لحومها والبطاطا المقلية عبر استخدام زيت اكثر تكريرا وخال تقريبا من الدهون.