اللبنانيون يختارون موسيقاهم وفق طراز سياراتهم

TT

يبدي اللبنانيون تعلقهم بشكل لافت بالموسيقى والأغاني على انواعها، وكأنها باتت المتنفس الوحيد لهم للتخلص من توترهم اليومي، لا سيما اثناء وجودهم في زحمة سير تثير اعصابهم واللافت ان غالبية اللبنانيين تختار الأغاني التي تستمع اليها لتناسب طراز سيارتها لأنها تقضي فيها اطول وقت ممكن. وفي اكثر الأحيان بإمكانك ان تتعرّف الى طراز السيارة التي يقودها احدهم من خلال نوعية الأغاني التي يستمع اليها، ففيما تلاحظ مثلاً ان سائق الجيب يستمع الى أغنية «عايشالك» لاليسا بهدوء ورومانسية وانسيابية.. اما سائق شاحنة تنقل البطاطا على الاوتوستراد، فيطالعك بأغنية حكيم الشهيرة «إس إس السلام عليكم». اما الشباب خلال قيامهم برحلة بحرية او جبلية او جامعية فغالباً ما تلعلع من سياراتهم اغاني غربية لـ ايمينيم وشاكيرا وجنيفير لوبيز او فريق «عكس السير» اللبناني.

ويلاحظ هدوء تام ومستتب في السيارات التي تنقل شخصين بالكاد تسمع صوت المذياع يهمس في سيارتهم اغنية لفريد الاطرش او نشرة اخبار الـBBC فتعرف مباشرة انهما ثنائي متزوج منذ عدة اعوام بحيث صار الصمت يتصدر احاديثهما اليومية.

اما السيارات العائلية مثلاً والتي يوجد الاطفال على مقاعدها مع باقي افراد العائلة، فلا بد ان يصلك منها اصواتهم الصغيرة تردد اغنية «بابا فين؟» التي تلاقي رواجاً ملحوظاً في الآونة الاخيرة لا سيما بين الأطفال اما سائقو الدراجات النارية فهم يستمعون الى الأغنيات عبر «السيدي مان» الاسطوانة المضغوطة الموصولة بسماعات خاصة، فيقودون مركباتهم تارة على عجلة واحدة وتارة على عجلتين حسب الموال الذي يستمعون اليه والذي من الصعب معرفته من قبلك لأنه يصب في اذنه مباشرة، الا انك تستنسب ارتباطه بهشام عباس على اغنية «فينو» او عاصي الحلاني على اغنية «وان كان علي».

ويؤكد اصحاب محلات مراكز بيع الشرائط المسجلة من جهتهم ان لبعض الزبائن تصوراً خاصاً لنوعية الأغاني التي يجب الاستماع اليها اثناء قيادتهم لسياراتهم فيركزون على الموسيقى الصاخبة لاستعمالها في المشاوير الطويلة و«الراب» للاستماع اليها في الليالي الملاح، والهادئة على طريقة ياني وجان ميشال جار للأوقات الرومانسية. ولا يتوانى بعض اللبنانيين من الغناء بصوت عال فيخرجون من اعماقهم كل العصبية التي يخزنونها من جراء الضغوط والمشاكل اليومية التي تصادفهم فتصبح الأغنية بمثابة دواء مهدئ يبعث الراحة والطمأنينة في النفس ويشعرهم بالحرية.