بيروت «تمطر» أنواراً وتستكمل زينتها لاستقبال العام الجديد

TT

من يزور بيروت هذه الايام لا بد أن يخيل اليه انه يسير في مدينة الاحلام تماماً مثل حكاية «أليس في بلاد العجائب»، لما تتضمنه من لوحات طبيعية تشتعل بمئات الاضواء تلف عمارات المدينة وابنيتها استعداداً لاستقبال العام الجديد. وللمناسبة دأب اللبنانيون في مختلف المناطق، ولا سيما لجان التجار فيها، الى تزيين شوارع بيروت من رأسها حتى اخمض قدميها وبالاخص اسواقها، فبانت وكأن سماءها تمطر انواراً واحياءها ترقص فرحاً ومحلاتها تغتبط سعادة فجذبت الانظار على بعد كيلومترات.

في وسط بيروت، وبالتحديد في ساحة الشهداء، ارتفعت شجرة ميلاد عملاقة احيطت بعدد من هدايا العيد التي ترمز للعيد المجيد. وفي ساحة النجمة ومحيطها ازدانت المباني بالثريات المختلفة، ولمعت قباب الكنائس والمساجد بأنوار العيد، وبدا مبنى المركز الموسيقي التجاري «فيرجين»، كوكباً مضيئاً بحد ذاته. وقد رصعت جدرانه بأكثر من مائة الف لمبة.

اما شارع الحمراء الذي كان السباق في وضع زينة الاعياد فقد عطيت مساحته على امتداد 150 متراً بأشكال هندسية مختلفة تدلت منها شلالات من الانارة المميزة اعدتها شركة خاصة في تزيين الطرقات بتمويل من لجنة تجار هذا الشارع، بلغت كلفتها حوالي الــ50 الف دولار، كما اكد لنا امين سر اللجنة عمر العيد. اما شارع مار الياس فقد لبس حلة العيد على طريقته، واتشح بالالوان الذهبية التي مزجت ما بين عيد الفطر ورأس السنة الميلادية.

وانتقالاً الى ساحة ساسين وسط الاشرفية حيث اكتست ارصفتها بزهور الميلاد التي يغلب عليها لونا الاحمر والاخضر، وغطت جذوع الشجر الميلادية الموزعة على طرقاتها بشراشف بيضاء توحي بأنها كتل من الثلج الناصع. وقد تدلت من سمائها عناقيد من الاضواء فأضفت على المكان روعة العيد.

وابقت اسواق «الجديدة» في منطقة المتن على زينتها القديمة التي اختارها التلفزيون الفرنسي العام الماضي كواحدة من اجمل زينة ميلادية في العالم بعد موناكو وباريس ولندن، وازدحمت السيارات في شوارعها ليطل الناس برؤوسهم من نوافذها، ويمتعوا النظر بأشكال الزينة الشبيهة بأقواس النصر المضاءة.

ومن بيروت الى منطقة الكسليك التي اعتاد اللبنانيون من كل صوب زيارتها سنوياً ليتفرجوا على زينة شارعها الطويل (حوالي الكيلومتر) وقد تميزت بثريات عملاقة تتدلى من سمائه وتحمل كل منها دوائر بأحجام ثلاثة اضيئت بلمبات صغيرة تشتد برقاً ولمعاناً كلما انعكست عليها اضواء السيارات، اضافة الى شجر النخيل الذي اصطف على الجهتين من شارع جونيه وقد لمسته العصا السحرية ايضاً فأضيء للمناسبة.

وانشغل اللبنانيون بالتحضير للعيد، فمنهم من اكتفى بتزيين سيارته بقبعات بابا نويل فيما ارتأى البعض تكثيف سلاسل الاضواء على السطوح وواجهات المباني. ومن الابتكارات اللافتة في المناسبة سيارة مرسيدس مكشوفة هندست بشكل يتلاءم مع اجواء العيد تجرها الغزلان. وقد لفت بشريط من الاضواء يصل طوله الى حوالي الاربعين متراً، يقودها رجل يلبس زي بابا نويل في الشوارع والاحياء ليوزع الهدايا، وتصدح منها اغاني العيد بصوت فيروز وماجدة الرومي.