السعودية: تحرك أمني وتجاري لاحتواء مشكلة وفاة 20 شخصاً وإصابة آخرين بالعمى لتناولهم كالونيا سامة

TT

بينت آخر الاحصائيات لحملة حكومية قامت بها فرق مكافحة الغش التجاري في السعودية بتعقب مصانع تنتج عبوات كالونيا مصنعة بدائياً تستخدم فيها مادة «ايثانول» السامة التي أدى تناولها الى وفاة أكثر من 20 شخصا، واصابة آخرين بالعمى نتيجة تعاطيهم لها كمسكر، برغم انها مخصصة للاستعمال الخارجي، ادت الى ضبط ومصادرة 130.744 عبوة سعة 250 ملم مقلدة ومغشوشة حتى يوم الثلاثاء الماضي، وذلك بعد مداهمة وتفتيش مصانع تقوم بانتاج العطور ومستحضرات التجميل. وتخضع حالياً الجهات المختصة للتحقيق في هذه القضية مجموعة كبيرة من المتورطين من العمالة الوافدة، وكانت هذه الحملة قد بدأت منذ نحو 6 اشهر.

وقد وجه الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي لجنة حكومية مختصة شكلت لمتابعة هذه القضية باتخاذ تدابير تمنع تصنيع واستيراد وتداول الكالونيا وتشديد الرقابة على الاسواق.

وكشف لـ«الشرق الأوسط» الدكتور عبد العالي ابراهيم العبد العالي، المدير العام لمكافحة الغش التجاري في وزارة التجارة ان ادارته بدأت عقب حصول حالات وفيات بعض المواطنين بسبب هذه الكالونيا في القيام بجولات بحث وتفتيش على المصانع والمستودعات التي تقوم بانتاج العطور والشامبو ومستحضرات التجميل وتم العثور على مصانع عطور مرخصة، وبعضها لديه تراخيص بانتاج مستحضرات لا يدخل ضمنها العطور. وثبت ان هذه المصانع تقوم بتقليد أحد انواع الكالونيا بطريقة بدائية وسيئة وغير مكلفة، وتضع على عبواتها بطاقات «استيكرات» لماركات معروفة اعتادت فئة من المجتمع على تناولها رغم اضرارها الصحية، لكنها لا تفضي الى الوفاة كما حدث في الماركة المقلدة.

واوضح العبد العالي ان هذه المصانع التي ضبطت كانت تستخدم علامات لمصانع مرخصة لايهام وتضليل الجهات الرقابية، مشيراً الى انه قد تم اتلاف ومصادرة اكثر من 130744 عبوة كالونيا مقلدة منها كمية 30744 عبوة تمت مصادرتها في يوم الثلاثاء الماضي فقط.

واكد ان كل المضبوطين في تقليد الكالونيا هم من العمالة الوافدة، ويخضعون حالياً للتحقيقات. وستحال محاضر التحقيق للجهة القانونية في وزارة التجارة لتقرير العقوبات بحقهم والتي ينص عليها نظام عقوبات مكافحة الغش التجاري الذي يطبق حالياً.

واشار الى ان الكميات المصادرة لهذه الكالونيا المصنعة محلياً ادخل في تركيبها مادة الايثانول المسكرة لاذابة الزيوت العطرية. كما ان طريقة التصنيع كانت بدائية وغير مطابقة للمواصفات القياسية في الوقت الذي كانت فيه هذه المصانع تستخدم ايثانول سيئا وغير نقي بدرجة مقبولة بسبب سعره الرخيص وهذه المادة عندما تستعمل للاذابة بحالتها الرديئة تعزز منتجاً ثانوياً لمادة الميثانول السامة المعروفة بأنها تؤدي الى الوفاة او الاصابة بالعمى في أقل الأحوال.

ودعا المواطنين والمقيمين الى الاستفادة من موقع وزارة التجارة على الانترنت وهو www.commerce.gov.sa حيث يتوفر في الحيز المخصص لمكافحة الغش التجاري نموذج للابلاغ عن وجود المخالفات التجارية يمكن لأي شخص تعبئة بياناته وارساله بالبريد الالكتروني.

وقال: ان مثل هذا التعاون سيساعدنا على معرفة وضبط المخالفات وملاحقة وضبط المتورطين بأعمال الغش التجاري المضرة بصحة المستهلكين.