اجبر الطقس البارد الذي حل في اغلب مناطق السعودية السكان على التزام منازلهم عقب الدوام والجلوس مع أسرهم أو الخروج معها إلى المتنزهات خلال إجازة نهاية الأسبوع. وعبرت بعض الأسر عن سرورها بتواجد الآباء بين أفرادها في سابقة لم تعهدها هذه الأسر، حيث أن الآباء في اغلب أيام السنة يتواجدون خارج المنازل وتقتصر رؤيتهم عند وجبة الغداء التي تجمع الأسرة.
وأمام انخفاض درجة الحرارة التي لامست الصفر في بعض المناطق أحدثت ربات البيوت تعديلات على قوائم الوجبات إذ أدخلت فيها اطعمة شعبية تناسب الأجواء الباردة مثل الحنيني والجريش والقرصان والمراصيع والدغابيس والمثرية والعصيدة والخبز بالسمن والعسل وأنواع مختلفة من الحساء، واختفت من على الموائد العصائر والألبان، وزاد الإقبال على اعداد أكواب الحليب والزنجبيل والدارسين. وفي الشأن نفسه لاحظ السكان أن الزحام المروري الذي اشتهرت به المدن السعودية قد قل مع تأثر هذه المدن بالطقس البارد إذ فضل السكان عدم الخروج إلى الشوارع والأسواق والجلوس في منازلهم أمام المواقد وأجهزة التدفئة ومتابعة الأخبار من الفضائيات وقراءة الصحف.
وتسببت درجة الحرارة المنخفضة في إصابة عدد من الأطفال بنزلات البرد وبأمراض الشتاء المختلفة فاضطرت معها أقسام الإسعاف إلى زيادة طاقة العاملين لمواجهة الحالات التي تراجع المستشفيات والمراكز الصحية.
كما انتعشت أسواق بيع الحطب والفحم وأجهزة التدفئة وشهدت محلات الملابس الجاهزة إقبالا على شراء المعاطف والملابس الداكنة والثقيلة والأحذية والجوارب. وتحركت محلات تأجير الخيام لتلبية احتياجات المتنزهين والراغبين في الخروج إلى البراري الذين شجعتهم الأمطار التي هطلت على معظم المناطق اخيراً.