حوادث السرقة تستهدف الأحياء الشعبية في بيروت.. وبعض اللصوص مسلحون

TT

افتتحت المديرية العامة لقوى الامن الداخلي اللبناني عامها الجديد ببيان وزعته على وسائل الاعلام جاء فيه انها القت القبض على اشخاص من محلة «الطريق الجديدة» في غرب بيروت كانوا يقومون بأعمال السلب والسطو المسلح عشية رأس السنة.

وافاد البيان ان اعمار اللصوص راوحت بين 18 و24 عاماً، وكانوا يحملون اسلحة صودرت منهم وشملت قنبلتين يدويتين ومسدسين حربيين. وبعد القاء القبض عليهم والتحقيق معهم، اعترف الموقوفون بما نسب اليهم، وبارتكاب عدد كبير من عمليات السرقة والنشل والسلب في انحاء مختلفة من محافظتي بيروت وجبل لبنان. ولا يعني القبض على هؤلاء اللصوص بالضرورة ان غيرهم سيلقى المصير ذاته، فمعظم حوادث السرقة التي تشهدها هذه الاحياء تسجل ضد مجهول وتبقى حقوق الذين تعرضوا لها في ذمة التحقيق وكأن الضرائب والدواء والاقساط المدرسية لم تعد ازمات كافية للنيل من اللبناني المثقل بالهموم، فأضيفت الى يومياته في الآونة الاخيرة مسألة السرقات المتكررة التي تستهدف الاحياء الشعبية المكتظة.

سيارات ومؤسسات ومحال تجارية اضحت «فريسة» للعصابات التي استباحت امن مناطق متفرقة من العاصمة لممارسة نشاطاتها المكثفة، فالحوادث التي لا يصعب احصاؤها من خلال متابعة التقارير الامنية اليومية، تعود لتسلط الضوء من خلال تفاصيلها «الفجة» على احتراف وتوقيت مناسبين وضحايا من المواطنين المستغربين حتى اليوم عدم كشف مرتكبي هذه التجاوزات التي تخطت حدود «الحادث العابر».

«الشرق الاوسط» جالت في عدد من هذه الاحياء الشعبية وتحدثت الى بعض المواطنين المتضررين وخرجت بالحصيلة التالية:

«اللي بيروح ما بيرجع» يقول مالك احدى المكتبات التي تعرضت للسرقة اربع مرات متتالية آخرها خلال شهر رمضان المنصرم، مؤكداً ان «طريقة حدوث هذه الجرائم تدل على تورط عصابة محترفة. فعلى الرغم من تزويد المكتبة بأبواب حديدية وجهاز انذار، تمكن الفاعلون من التسلل الى داخلها وسرقة الخزنة وبعض الهواتف الجوالة التي نبيعها مما رتب علينا خسارة بآلاف الدولارات». واشار الى ان «تكرار هذه العملية وعدم كشف الجناة على الرغم من تبليغ المعنيين يدل على الاهمال التام لهذه القضية».

ولم تسلم مراكز تغذية بطاقات التعبئة من اللصوص كما افاد احد وكلاء هذه المراكز في منطقة الطريق الجديدة، مضيفاً انه تعرض للسرقة بواسطة الخلع وبلغت خسارته 18 الف دولار لشمول المفقودات جهاز تغذية البطاقات.

واستغرب الوكيل من «عدم كشف الجاني حتى اليوم على الرغم من وقوع حوادث عدة متشابهة في المنطقة خلال الفترة الزمنية عينها».

وإذا كان للهواتف الجوالة النصيب الأوفر من نشاط اللصوص فإنها لم تكن الوحيدة، فمركز لبيع التبغ والتنباك تعرض للنهب مرتين بواسطة الخلع كما أوضح مالكه. وامتنع صاحب دكان سمانة عن تبليغ المراجع المختصة بسرقة دكانه لتأكده ان الفاعل سيبقى مجهولاً كما قال لـ «الشرق الاوسط».

واوضح مالك محل ألبسة نسائية في منطقة بربور ان محله سلب خلال عيد الفطر «وحتى اليوم لم يتم الوصول الى خيط في القضية على الرغم من متابعتها مع المختصين».

أما السيارات، فحدث ولا حرج. وفي جولة على منطقة بئر حسن تقاطعت إفادات المواطنين مستنكرة هذه الاستباحة للأمن. وقال احد سكان هذه المحلة ان المنطقة شهدت خلال يوم واحد سرقة 5 سيارات.

تكرار هذه الحوادث دفع بالرابطة الاهلية في العاصمة الى الطلب من بلدية بيروت تعيين حراس بلدية للحماية الليلية، غير ان هذا المطلب لم يتطور الى مستوى التطبيق.