حارس ميتران ينشر كتابا عن أسرار الرئيس الراحل

«كان يرصد الجميلات مثل الرادار وتقيأ كل ما في معدته أمام مارغريت ثاتشر»

TT

عن منشورات «لاتيس» في باريس صدر كتاب بعنوان «المحاور المتميز» من تأليف دانييل غامبا، الحارس الذي امضى اربعة عشر عاما في حماية الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا ميتران.

وبعد السلسلة الطويلة من الكتب التي اصدرها اصدقاء ميتران ومساعدوه واطباؤه وعشيقاته، لا يبدو ان الحارس يملك ان يأتي بجديد، سوى ان يروي بكثير من التفاصيل بعض الوقائع التي حدثت في قصر الاليزيه الرئاسي وكان شاهدا عليها. من ذلك اسلوب ميتران في اصطياد النساء وتعلقه الفائق بكلبته السوداء بلطيق.

يقول المؤلف «كان الرئيس يرصد العنصر النسائي مثل الرادار ولا يتورع عن الهجوم الصاعق، حتى ولو كان ذلك وسط الناس وفي اي مكان كان. انه يميز بسرعة المواطنة الوجناء، او المرأة ذات الطبيعة الحية، او ذات الطراوة المنعشة، او الجميلة فحسب». بعد ذلك يرسم خطة الاستدراج التي تنتهي، عادة، بدعوة الى عشاء ثنائي في القصر.

ويضيف المؤلف ان الطريدة لم تكن تصمد اسبوعا. وعادة ما ينقر كعبها العالي خشب ارضية الاليزيه بعد ثلاثة ايام او اربعة من النظرة الاولى. ويقول انه كان يستمع الى خطوات المدعوات ويحاول ان يتخيل المصير الذي ينتظرها بعد العشاء، «فقد كانت هناك خطوات قوية، واثقة، وخطوات حسية، وخطوات مترددة، وخطوات فئرانية». وقد كان شاهدا على بضع عشرات من زيارات من هذا النوع.

وحسب دانييل غامبا، فان ولع ميتران بالنساء لم يكن يعادله سوى ولعه بكلبته السوداء من نوع «لابرادور» والمسماة بلطيق. وقد كانت تعليماته الى مرافقيه حاسمة: عدم السهو عن الكلبة. تركها حرة بدون طوق في رقبتها. محاذرة استعمال العنف معها. وشرح الطلبات اليها باللين وليس بصيغة الامر. ويقول المؤلف انه كان يحق لبلطيق ان تذهب حيثما تشاء داخل القصر، وقد حاول ميتران «تربيتها» لكنه اخفق، فقد ظلت مدللة وحولت حياة المرافقين الى جحيم. لقد تمكنت من الهرب من القصر، ذات يوم، بعد ان ترك افراد الحرس الجمهوري البوابة مشرعة. واعلنت حالة الطوارئ في الاليزيه ولم يهدأ بال الرئيس حتى تم العثور على بلطيق.

اما معاناة الحارس الاخرى فكانت اثناء مرافقته للطفلة مازارين، ابنة ميتران غير الشرعية. ويقول: «كنت اركب الخيل حين تمارس مازارين رياضة الفروسية، واحث الدراجة حين تتنزه على دراجتها، وأبيت في الخارج اذا ارادت المبيت خارج البيت، واذرع الرصيف طوال الليل امام شقة والدتها، واضطر للتزلف لها امام رفاقها.. لكن كل ذلك كان اهون من الخضوع لنزوات بلطيق».

ومن الحوادث التي لا تنسى اثناء سنوات الخدمة، يروي الحارس وقائع حفل غداء دعا اليه ميتران رئيسة وزراء بريطانيا السابقة، مارغريت تاتشر، في منطقة «مون سان ميشيل» الساحلية. ويقول: «حال انتهاء الغداء والخروج من المطعم، ابتعد الرئيس فجأة عن ضيفته، وانحنى، ثم تقيأ كل ما في معدته» تاركا ثاتشر في صدمة مما ترى.