«وحياتك لا تبوسني .. مرشّح».. تحية اللبنانيين الجديدة هذا الشتاء

TT

يتجنب اللبنانيون تبادل القبلات والاكتفاء بالسلام بالأيدي فيما بينهم في الآونة الاخيرة اثر انتشار فيروس الانفلونزا بشكل لافت، لا سيما بعد ان اصطاد هذا الفيروس مئات الأشخاص الذين وقعوا في براثنه مع بداية العام الجديد. واصبحت التحية الجديدة بين اثنين هي عبارة «وحياتك لا تبوسني مرشح».

وفاق تهافت اللبنانيين هذا الشتاء على لقاح الانفلونزا المعدلات الماضية، اذ استقدم بكميات كبيرة من فرنسا وسويسرا. وتجاوز الاستهلاك نصف مليون لقاح في شهر واحد، الا ان الاصابة بالمرض لم تترك أحداً فطالت ارباب العمل، بمن فيهم الموظفون والعمال وحتى الاطباء.

وصار من البديهي ان تسمع عبارات يرددها اللبنانيون كلما التقوا، تهدف الى اخذ الحيطة والحذر من هذه الجرثومة، التي اذا ما تغلغلت في الجيوب الأنفية جعلتها تحمر فتنتفخ العيون وتصبح المحارم الورقية الأنيس الدائم، ليل نهار.

«وحياتك لا تبوسني (تقبلني) مرشح»، «لا تؤاخذني لن اسلّم عليك»، «خلينا عالمرحبا من بعيد لبعيد».. كلها عبارات تدل على اصابة اللبناني بالزكام وحرصه على عدم نقله الى الشخص الآخر بطريقة او بأخرى.

وتكثر هذه الاصابات عادة في فصل الشتاء عند انخفاض الحرارة او لدى تعرض الشخص الى تغير مفاجئ للحرارة، فينتقل من اجواء دافئة مثلاً الى اخرى باردة، مما يتسبب على الفور في اصابته.

وهكذا احتلت القبلات الهوائية مساحة لا يستهان بها من حياة اللبناني الذي راح يرسلها من بعيد الى بعيد بحيث تنطلق من افواه المشتاقين تعبيراً عن المحبة والمودّة التي يحملونها لبعضهم البعض.

المعروف ان القبلة والسلام بالأيدي يساهمان بشكل فعال في نقل الأمراض الجرثومية عامة، لا سيما الانفلونزا، حتى ان بعض الأشخاص المتطيرين، واشهرهم المطرب الراحل محمد عبد الوهاب يرفضون القيام بها ويتزودون بعض الأحيان بزجاجة سائل مطهّر يحملونها في جيوبهم لمساعدتهم على تحمل التقاليد الشرقية المرتكزة على السلام والقبلة بحيث يطهرون وجوههم وايديهم كلما دعت الحاجة.

اما الشباب الجامعي فقد وجدوا طريقة اسهل لتجنب فيروس الانفلونزا من خلال اللجوء الى القبلات الالكترونية فراحوا يرسلونها عبر الهاتف الجوال لزميل او صديق او بواسطة خدمة الرسائل المعروفة بالـMSM والتي يؤمنها الجوال في لبنان فتظهر الرسائل على شاشة الجهاز، تحيط بها القلوب تارة والزهور تارة اخرى مرفقة بعبارات التودد، موفّرة على الطرفين عناء تبادل القبلة المشبعة بفيروس الزكام.