قتل مليونير هندي بدم بارد في دبي يثير تساؤلات حول المافيا في المنطقة

TT

قبل اكثر من عام عرض على المحطات الفضائية العربية اعلان تلفزيوني عن سيارة جديدة فخمة ذات دفع رباعي تطاردها عصابات مسلحة بالحوامات والاسلحة الرشاشة وقاذفات الصواريخ عبر شوارع وصحراء دبي.

وقبل عدة ايام اقتحم مسلحان النادي الاجتماعي الهندي المكتظ بابناء الجالية في المساء وتقدما بهدوء الى احدى الطاولات وامطرا بدم بارد رجلا في الاربعينات من العمر بزخات من الرصاص ليلقى حتفه في الحال وليغادر الرجلان المكان بهدوء ايضا. هذا الاسلوب الذي تميزت به المافيا الايطالية في عصرها الذهبي اثار تساؤلات لدى الخبراء حول مدى تورط المافيا الهندية او العالمية في اغتيال رجل الاعمال والمليونير الهندي شاتي على مشهد من عشرات الحاضرين.

وتؤكد مصادر شرطة دبي ان البحث لا يزال جاريا عن منفذي العملية التي تمت باحترافية عالية ربما من قبل مجرمين مأجورين، الا ان رجل اعمال هندياً قال ان منفذي العملية ربما اصبحوا خارج البلاد. ورغم ان المشهد الامني في دبي يتسم بالهدوء والسيطرة المحكمة من قبل الاجهزة الامنية الحريصة على قمع المظاهر الاجرامية بشدة حتى لا تفلت الامور من عقالها، بيد ان وجود اكثر من مائة جنسية مقيمة في الامارة، التي يكاد عدد سكانها يتجاوز المليون في اوقات النهار، وسهولة الدخول والخروج من مطارها وموانئها السريعة الحركة يمثل كابوسا يوميا لشرطة دبي التي تعاني من نقص مزمن في افرادها نتيجة التطور المذهل الذي شهدته الامارة خلال السنوات العشر الماضية. ويعترف القائمون على الجهاز الامني في دبي بأن انتشار المشكلات الامنية هو ضريبة لا بد منها للتطور اللاهث للمدينة الغنية التي تتوسع طولا وعرضا بصورة لا مثيل لها وهو الامر الذي يجذب قناصي الفرص والساعين وراء الاثراء السريع وعصابات المافيا المختلفة التي كان من احدثها ايضا عصابات السطو المسلح القادمة من دول اميركا اللاتينية والتي نفذت عدة عمليات ناجحة ومباغتة ضد مصرفيين ومحاسبين قبل ان يتم القاء القبص على بعض عناصرها.

وبذلت المافيا العالمية جهودا كبيرة منذ اواسط التسعينات لاستغلال سهولة الدخول والخروج من دبي في ممارسة نشاطاتها في الامارة حيث كانت المافيا الروسية تحاول ادارة عمليات واسعة النطاق لتبييض الاموال قبل كشف امرها. اما المافيا الهندية فقد اقتصر نشاطها على تصفية حساباتها مع المناوئين لها في دبي من ابناء الجالية الذين يشكلون اكبر نسبة من الاجانب المقيمين في البلاد (نحو 60 في المائة). ولعل اغتيال رجل الاعمال الهندي في عقر دار الجالية وعلى رؤوس الاشهاد كان بمثابة رسالة واضحة من هذه المافيا الى الاثرياء الهنود الذين يرفضون التعامل معها او الهاربين من التزاماتهم نحوها.