أصدرت محكمة في مدينة برشلونة، شمال شرق اسبانيا، اخيرا حكما قضت فيه بأن يدفع الصيدلي خابيير ث.د. تعويضاً تبلغ قيمته 752 ألف يورو (حوالي 750 ألف دولار) لتسببه في عمى طفلة واختلال دماغها بعد خطئه في تحضير دواء لطفلة مريضة.
وكانت الأم قد اتصلت بالصيدلي تليفونياً لتطلب منه تحضير دواء حسب وصفة طبية كتبها الطبيب المختص، وبدلاً من ان يدون الصيدلي رقم 3.75 سجل 37.5 ميليغرام من مادة طبية أي عشرة أضعاف الكمية التي كتبها الطبيب. وما ان تناولت الطفلة الدواء، وكانت تبلغ من العمر آنذاك (عام 1998) بضعة اشهر حتى أغمي عليها فنقلت الى مستشفى برشلونة، لكنها لم تعد الى حالتها الطبيعية، وهناك حدد الاطباء بأن سبب تدهور صحة الطفلة هو الدواء الذي تسبب بعد ذلك في اصابتها بالعمى واختلال الدماغ.
وقد احتج الصيدلي بأن الأم هي التي أخطأت عند تلاوتها كمية المادة من خلال المكالمة الهاتفية، الا ان المحكمة لم تأخذ بنظر الاعتبار حجته، وقالت إن الصيدلي لا يجوز له ان يقوم بتحضير دواء عن وصفة طبية يمليها عليه شخص غير مختص بالهاتف. وأضافت المحكمة ان من واجبات الصيدلي معرفة المقادير التي يتم تحديدها للمريض، أو على الأقل الاتصال بالطبيب الذي وصف الدواء اذا ساوره الشك في كمية المواد او الجرعات، خاصة عندما تكون الكمية مضاعفة عشر مرات.
ولم تكتف المحكمة بعقوبة التعويض وانما قررت ايضاً الحكم بسجن الصيدلي مدة سنتين وحرمانه من ممارسة المهنة ثلاث سنوات.