معلمو لبنان يحرمون من الهدايا في يومهم

TT

تغيب هذا العام الهدايا المنتظرة التي تقدّم عادة لمعلمي المدارس لمناسبة الاحتفال بيومهم في التاسع من الشهر الحالي من كل سنة.

ويعود سبب غياب الهدايا الى قرار رسمي صدر عن ادارات المدارس، يقضي بمنع التلاميذ من تقديم الهدايا لأساتذتهم خوفاً من احراج زملاء لهم لا يستطيعون القيام بالمثل نظراً لوضعهم الاجتماعي او المادي المتدني.

وفيما رأى بعض المعلمين القرار مجحفاً بحقهم اذ يفقدهم اهم مظاهر يومهم الخاص، التي يعتبرونها بمثابة مكافأة رمزية لهم، فإن قسماً آخر اعتبره يصب في مصلحتهم اذ كانت الهدية احياناً تشكل عبئاً عليهم لما تخبئ من نيات مبيتة لدى بعض الأهالي الذين يغتنمون الفرصة فيتوددون الى المعلم ويطلبون منه الاهتمام بشكل افضل بأولادهم او افادتهم بأسئلة الامتحانات واضافة بعض العلامات الى سجلهم الدراسي وغيرها من الخدمات مقابل هدية قيمة. ورفض بعض التلاميذ القرار جملة وتفصيلا، معتبرين يوم المعلم، وقفة مطلوبة منهم لتكريم الانسان فقرروا ايفاءه حقه من خلال هدية بسيطة تعبّر عن امتنانهم له وهي عبارة عن وردة وبالون ملون او قصيدة شعر. فيما اعتمد تلاميذ الصفوف المتقدمة الاحتفالات الجماعية للمناسبة من خلال تنظيم برنامج خاص يتم فيه تكريم المعلم كل على طريقته مثلا في تقليده او انتقاده او الثناء على تصرفاته معهم! ومسك الختام يكون في قص قالب حلوى يزين المناسبة.

اما المعلمون انفسهم فقرروا الاحتفاء بيومهم مع بعضهم البعض، لذا نظموا لقاءات مع مديري المدارس، حيث يعملون، في دعوات على العشاء او الغداء، يتسامرون خلالها في قضايا المعلم ومشاكله او يلقون الطرائف والنكات فيما بينهم ليتوجوا هذا اليوم ببسمة تمسح عنهم متاعب تكرار الشرح وتفسير الدروس اليومية. وكان يوم المعلم في الماضي يحتفى به على مدى يومين متتاليين، فتقام الحفلات المدرسية في اليوم الاول وتقدّم للمعلم هدايا قيمة، كلما ارتفع سعرها كلما كانت كمية الحب التي يحملها التلميذ لاستاذه اكبر، ليكون اليوم الثاني عطلة مدرسية يرتاح فيها الطلاب والمعلمون.