2000 قطعة من مخلفات ماريا كالاس بيعت في باريس

أغلاها لم يحقق الرقم الذي حققه منديل أم كلثوم

TT

لو كنا في عاصمة عربية لتصورنا ان هذا التدافع بالمناكب يجري امام جمعية تعاونية استهلاكية تبيع الزيت والدقيق وقمر الدين في رمضان. لكننا في باريس، وفي جادة «مونتين» ارقى الجادات، ومناسبة الزحام والصراخ هي بيع مقتنيات مغنية الاوبرا الراحلة ماريا كالاس في المزاد العلني.

مئات المهتمين، ومثلهم من الفضوليين، ازدحموا على اعتاب قاعة «دروو» مساءي امس واول من امس لالقاء نظرة على صناديق تحوي رسائل صفراء، وقبعات فاتت مودتها، ولوحات قديمة، وازياء تصلح للمسرح، ومجوهرات، وفساتين ومعاطف تكتسب قيمتها من ان صاحبتها كانت ماريا كالاس.

وتلقت 700 شخصية عالمية من كبار الاثرياء ونجوم المجتمع دعوات لحضور المزاد (بثياب السهرة) مع ضمان مقعد للجلوس. اما الذين جاءوا بدون دعوة رسمية فقد اكتفوا بالوقوف ومتابعة المزاد سماعا بسبب الزحام، مع هذا فان الحصيلة النهائية لبيع 2000 قطعة من مخلفات كالاس، جاءت متواضعة، خصوصا اذا تذكرنا ان معجبا عربيا دفع مليون دولار، في مزاد خيري، مقابل منديل أم كلثوم.

وحققت لوحة «العائلة المقدسة» لاحد رسامي القرن الثامن عشر اعلى رقم في المزاد، حيث بيعت بما يعادل 133 الف دولار. وكانت المغنية الراحلة تتفاءل بهذه اللوحة التي تلقتها هدية من زوجها ومدير اعمالها جيوفاني مانجيني. اما مجموعات الثياب والمعاطف فقد اقتناها مشتر بالهاتف، والارجح انها ذهبت الى اليونان، بلد كالاس الاصلي، بهدف اقامة متحف لها في اثينا.

ولدت ماريا كالاس قبل 75 عاما في نيويورك، وفارقت الحياة عام 1977، بعد ان بلغت شأوا رفيعا في الغناء الاوبرالي، وبعد ان ارتبطت بعلاقة غرام مضطربة مع الملياردير اليوناني اوناسيس، الذي هجرها ليتزوج من جاكلين، ارملة الرئيس الاميركي جون كنيدي عام 1968.

وعاد اهتمام الجمهور الى ذكرى كالاس بقوة خلال هذا العام، بفضل هذا المزاد على مخلفاتها، وبمناسبة صدور كتاب يكشف تفاصيل مجهولة من حياتها، للصحافي الاميركي نيكولا كايج، وقال المؤلف مستندا الى شهادات موثوقة، ان المغنية رزقت عام 1960 طفلا من اوناسيس، لم يعش سوى ساعتين.

ولانها لم تترك ولدا، فقد ظلت تركة ماريا كالاس موزعة بين اكثر من طرف، وجرت مفاوضات استغرقت سنوات بين الورثة وورثة الورثة لحين الاتفاق على تنظيم هذا المزاد الذي فازت به مؤسسة «دروو» الفرنسية، بعد منافسة حامية مع مؤسستي «سوذبيز» و«كريستيز».