أمهات لبنان يختصرن الفرح في يومهن تعاطفا مع الأم العراقية

TT

لم يمر يوم الأمهات في لبنان هذا العام كعادته ضمن اجوائه الاحتفالية المألوفة.. فالجميع منشغل بتطورات الأحداث على الساحة الاقليمية، والاهتمام منصب على اهل العراق وما يتعرضون له جراء الحرب التي اندلعت اخيرا.

من جهتها تمنت الأمهات اللبنانيات على ابنائهن اختصار مظاهر الفرح في يومهن التي درجت العادة اتباعها في هذه المناسبة كتقديم الهدايا واقامة مآدب وما شابه من العادات المعروفة، بل فضلت تمضيته في اجواء منزلية وببساطة تامة بعيداً عن البهرجة التي كانت ترافقه في الأعوام الماضية والتي كان يتنافس الأبناء في ما بينهم لاضفائها على هذا اليوم تكريماً لأمهم.

وكانت تقضي وسائل الاحتفاء بهذا اليوم بمفاجأة الوالدة بغسالة كهربائية مثلاً او بثوب جميل او بمبلغ نقدي تتصرّف به حسب رغبتها وعلى هواها، الا ان كل هذه الأمور شبه غائبة هذه السنة.

ورجت بعض الأمهات اولادهن الاكتفاء بوردة رمزية وانارة شمعة ورفع الصلاة في هذا اليوم من اجل مساعدة الأمهات العراقيات في مواجهة الأيام الصعبة التي قد تصادفهن فتكون اجمل هدية تقدّم لهن. فيما وافقت نسبة اخرى من الأمهات ان يصرف اولادهن مبالغ صغيرة من المال مقابل شراء بعض الحاجيات الضرورية للمنزل والمؤلفة من الحبوب ومشتقات الحليب فتكون هدية قيمة ومناسبة للمرحلة الحرجة التي نمر فيها والتي تتطلب منا بعض التقشف في المصاريف المالية. اصحاب المحلات التجارية اكدوا بدورهم ان حركة الشراء شبه معدومة، وانها للمرّة الأولى تمر هذه المناسبة بهدوء من دون ازدحام زبائن رغم ان التخفيضات في الأسعار شملت جميع السلع بدءاً من الثياب وصولاً الى الأدوات الكهربائية التي حاول تجارها تقديم عروض مغرية لترويجها. الجمعيات والمؤسسات الخيرية بدورها اختصرت الاحتفالات بهذه المناسبة فيما دعت جمعيات اخرى للمساهمة في تنمية دور الأم اللبنانية من خلال اقامة معارض حرفية يعود ريعها للأمهات المحتاجات.

وحدها شركات الهواتف الجوالة ابقت على نشاطاتها المعتادة في يوم الأم واعلنت عن اجراء مسابقات والعاب في مراكز تجارية كبرى تدر الربح على الأمهات المشتركات اللواتي لديهن اشتراك معها فيفزن بجوائز قيمة يقدمها لهن المذيع والمقدم التلفزيوني طوني بارود. وكذلك دعت الأبناء لتهنئة امهاتهم بيومهن من خلال تقديم اغنية خاصة بالمناسبة عبر الجوال.