أسر أميركية عرفت مصير أبنائها في حرب العراق قبل البنتاغون بفضل التلفزيون

TT

دخل النظام المتبع في الجيش الأميركي لإخطار اسر الضحايا من العسكريين مرحلة جديدة في ظل السرعة والتكنولوجيا المتطورة لوسائل الإعلام خلال الحرب في العراق. فعلى الرغم من استخدام الجيش الأميركي مجموعة من وسائل الاتصال مثل رسائل البريد الالكتروني والفاكسات والهواتف التي تعمل عن طريق الاقمار الصناعية للتعرف على المصابين والقتلى وإخطار اسرهم بصورة اكثر سرعة مقارنة بالحروب السابقة، فإن النظام المتبع في هذا الجانب يواجه في بعض الأحيان صعوبة مجاراة التقارير التلفزيونية الفورية الحية من ميدان المعركة.

فللمرة الأولى تمكن المراسلون المرافقون للقوات من إرسال مشاهد من مناطق العمليات وتقارير توضح سير المعارك يشاهدها الأميركيون حية على الهواء على شاشات التلفزيون. وفي بعض الأحيان يكون المراسلون على علم بأسماء الضحايا لكنهم لا يذكرونها في تقاريرهم. ونتج عن ذلك ان بعض الأسر كانت تخشى عقب مشاهدة التقارير حية على الهواء من مناطق العمليات العسكرية ان يكون احد افرادها من بين القتلى او الجرحى إلى حين تأكيد المسؤولين لهذه المخاوف او تهدئتها. لدى علم جينيفر فيل ـ دياز، وهي تشاهد الأخبار المسائية يوم 2 ابريل (نيسان) الجاري، بتحطم مروحية عسكرية من طراز «بلاك هوك» في العراق ومقتل ستة كانوا على متنها، ظنت على الفور ان زوجها الطيار ربما كان من بين الضحايا. لم تنم جينيفر تلك الليلة وتوجهت صباحا الى مقر قيادة الكتيبة التي يعمل بها زوجها ووجدت زوجات طيارين آخرين يردن معرفة اسماء الذين قتلوا في حادث تحطم المروحية.

وتبذل الجهات المسؤولة في الجيش الأميركي جهدا كبيرا سعيا لإبلاغ ذوي الضحايا وذلك بإرسال عسكريين بالزي الرسمي لإبلاغ ذوي القتلى خلال اقل من 24 ساعة. شعرت جينيفر فيل ـ دياز بارتياح عندما لم تتوقف عربة الجيش الأميركي الرمادية اللون أمام منزلها، وهي العربة التي تستقلها المجموعة المكلفة رسميا بإبلاغ ذوي العسكريين القتلى، لكنها ظلت خائفة من التقرير الاخباري الذي بثه التلفزيون عن الحادث. وتعتقد جينيفر ان الانتظار لفترة 24 ساعة ربما يكون مناسبا لإبلاغ الناس بصورة عامة، لكن بسبب علم اسر واقرباء العسكريين فورا بما يجري من خلال التقارير الاعلامية المباشرة من مناطق العمليات العسكرية، فإنهم يتوقعون ان تكون عملية إبلاغهم عقب العلميات مباشرة. كما اشارت ان ذوي العسكريين المشاركين في الحرب لم يعانوا في السابق من حالة القلق والخوف لأنهم لم يكونوا يتلقون الأخبار بالسرعة الحالية التي تصل بها الأخبار عبر شاشات التلفزيون مباشرة من ميدان المعركة.

الواقع الجديد المخيف المتمثل في شعور اسر واقرباء العسكريين بالقلق ازاء احتمال تلقي اخبار سيئة من التغطية الحية للحرب افرز تحديات جديدة أمام تقليد الجيش الأميركي المتمثل في إبلاغ ذوي الضحايا مباشرة بواسطة شخص بصحبة مجموعة من العسكريين ترتدي الزي العسكري الرسمي ليتلو حديثا يتضمن الخبر نفسه وشعور الجهات الرسمية بالأسى ازاء ما حدث.

ومن جانبه قال جون مولينو، مساعد وزير الدفاع الأميركي، انه بموجب الاتفاق مع البنتاغون فإن بوسع المراسلين الإعلان عن اسماء القتلى والجرحى بعد 72 ساعة، فيما حدد المسؤولون العسكريون فترة 24 ساعة كأقصى فترة يجب خلالها إبلاغ ذوي القتلى. وعند وقوع خسائر في اوساط القوات الأميركية عادة ينبه القائد الميداني الجهة المسؤولة عن متابعة الخسائر بالبنتاغون التي تقوم بدورها بإرسال فرق من المكاتب الاقليمية لزيارة منازل ذوي الضحايا خلال ثماني ساعات. وأكدت إيلين كانيليس، المتحدثة باسم الجيش الأميركي، ان الجهات المسؤولة تبذل ما بوسعها للتأكد من إبلاغ اسر الضحايا قبل سماعهم للنبأ من وسائل الإعلام.

* خدمة «يو اس أي توداي» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»