«الرئوي القاتل» يبعد اللبنانيين عن المطاعم الصينية وتشغيل الخادمات الآسيويات

TT

بالرغم من نفي الجهات الرسمية «وجود اي اصابة بوباء الالتهاب الرئوي اللانمطي الحاد (سارس) على الأراضي اللبنانية» الا ان أخبار «الرئوي القاتل» تطغى على احاديث اللبنانيين حتى بلغ الهوس بالناس الى درجة ان بعض ربات المنازل اللبنانيات يحرصن على تجنب استقدام الخادمات الآسيويات، لا سيما من تايوان وفيتنام، لأن بلادهن معرضة اكثر من غيرها لـ«الرئوي القاتل»، فيما امتنعت شريحة من اللبنانيين عن ارتياد المطاعم التي تقدم الاطباق الصينية خوفاً من مواجهة عامل صيني، عاد لتوه من اجازته في بلده او وصل حديثاً منها حاملاً المرض من دون ان يدري.

وكانت وزارة الصحة العامة في لبنان قد اصدرت بياناً اول من امس اوضحت فيه انه «بعد تردد شائعات حول دخول اصابات بمرض ذات الرئة اللانمطي الحاد الى لبنان تنفي وزارة الصحة العامة وجود اصابات بهذا المرض جملة وتفصيلاً. وهي بعد اتصالها بالمستشفيات التي اشيع انها استقبلت هذه الحالات تبين لها عدم صحة هذا الامر».

وتطغى أخبار «الرئوي القاتل» على احاديث الصالونات في لبنان بشكل مكثف، لا سيما انه لم يتم حتى الآن اكتشاف لقاح او مضاد له مع تسجيل مزيد من الاصابات وارتفاع عدد المتوفين من جرائه.

وفيما تراجعت حركة مغادرة لبنان بنسبة 20%، كما اكد اصحاب وكالات السفر فان الحالة قد تتأزم حسب رأيهم فيما لو اكتشفت اصابات في بلدان مجاورة.

وطالب البعض الدولة اللبنانية باجراءات مشابهة بما اتخذته المملكة العربية السعودية التي منعت رعايا بعض الدول الآسيوية دخول اراضيها خوفاً من نقل العدوى الى حين انحسار المرض.

واوضح مصدر مسؤول في منظمة الصحة العالمية في لبنان من جهته انه ما زال باكراً القول ان الوضع في لبنان، او في اي بلد آخر، هو تحت السيطرة التامة لأن اتخاذ التدابير الوقائية تتطلب فحوصاً مخبرية ومراقبة القادمين الى البلاد ومتابعتهم بغية اكتشاف الحالات قبل استفحالها، ويستغرق ذلك عشرة ايام على الأقل بعد دخولهم الأراضي اللبنانية.

وأكد حسين مزنر رئيس مركز الحجر الصحي في مطار بيروت، وقد استحدث خصيصاً لمراقبة الوافدين من بعض البلدان الآسيوية وكندا، انه لم يتم حتى اليوم اكتشاف اي اصابة لمرض «سارس» في لبنان، كما ان اطباء المركز يجرون كشفاً طبياً على الأشخاص المذكورين، بعد الحصول على معلومات خاصة عنهم كما تتم مراقبتهم لسبعة ايام متتالية من قبل وزارة الصحة اللبنانية.

وكانت «الشرق الأوسط» قد كشفت عن وفاة لبناني يعمل في حقل الالكترونيات في سنغافورة نتيجة اصابته بمرض الالتهاب الرئوي. وفيما جرى التعتيم على اسم المريض ذكرت المعلومات ان الوفاة حدثت قبل اكثر من اسبوع.