الحب يجمع ابنة القصور الإنجليزية بمزارع هندي

TT

نيودلهي ـ رويترز: ليسا مثل بقية الازواج.. فهي كانت فتاة لندنية ارستقراطية اما هو فليس سوى مزارع هندي تحول الى سائق سيارة اجرة.. تصادم عالماهما منذ 13 عاما عندما اتت جيل لوي لقضاء عطلة في الهند فوقعت في حبه وتزوجته.

الآن فرغت من كتاب «ياداف.. قصة حب على جانب الطريق» تحكي فيه حياتهما بحلوها ومرها وكيف يمكن للحب ان يتغلب على كافة الصعوبات بما فيها النوم في حظيرة ابقار في مزرعة زوجها في شمال الهند وتناول الطعام على الارض الطينية وقضاء الحاجة في الحقول.

لوي الشقراء ذات البشرة العسلية واللكنة الانجليزية الواضحة وياداف النحيف الودود ذو الشعر الرمادي الاشعث يشكلان نموذجا لكيفية التقاء المتناقضات. كانت حفيدة لبارون ولدت وفي فمها ملعقة من ذهب وتعلمت في المدارس الداخلية وتربت في القصور. اما ياداف فقد ولد وتربى على الكفاف وتعلم في مدرسة قرية في الاطراف النائية لولاية هاريانا في شمال الهند.

لوي تحب النبيذ الفاخر والسالمون المدخن بينما وجبته المفضلة هي الخبز الهندي والزبادي ولديه غرام بالويسكي الهندي الرخيص. وافضل اصدقائه من باعة الشاي والحرفيين بينما اصدقاؤها من الطبقة العليا.

عندما اصطحبته الى بريطانيا في أول زيارة له خارج بلاده وزارا منزلا شامخا لأحد اصدقائها اصابه الذعر من منظره الخارجي الضخم وسألها «لماذا أتيت بي الى سجن».

ورغم الهوة الاجتماعية والثقافية الشاسعة بينهما وفارق في العمر يبلغ 13 عاما اذ ان عمره 52 عاما وهي 65 عاما فقد تمكنت علاقتهما من الاستمرار. وهو ما علقت عليه قائلة «حبل غير مرئي يربط بيننا».

الآن تركا المزرعة ويعيشان في شقة صغيرة في ضاحية دلهي ويديران وكالة سفريات خارجها. كانت لوي في الثانية والخمسين من عمرها عندما جاءت الى الهند.

اتمت تربية اطفالها الخمسة وشهدت ثروتها وهي تنهار عندما خسر زوجها المحامي جميع اموالهما بما فيها ميراثها. وبعد نهاية ثروتها وزواجها لم يبق لها سوى العمل في لندن كمرشدة سياحية.

وظلت تحفر في الصخر كي تنفق على اطفالها رغم انها تعترف الآن ضاحكة انها لم تكف عن التسوق من هارودز متجر الاثرياء في لندن.

فكرت في الانتحار عندما توالت عليها المشكلات العائلية في السنوات الأولى ولم يمنعها سوى انها لم تعرف بالتحديد «عدد الحبوب التي يجب تناولها» وكانت متعبة جدا لدرجة لا تقوى معها على البحث. وتقول لوي انها اتت الى الهند بحثا عن هروب في منتصف العمر «كان اطفالي صغارا. ثم اتمت اصغرهم دراستها وصرت حرة للمرة الأولى. كنت في الثانية والخمسين واحتاج الى تغيير».

وبعد تجربة أولية محبطة في نيودلهي بصحبة هنود متعجرفين لا حديث لهم سوى عن الخدم الكسالى والتسوق تعرفت لوي على السائق ياداف عندما ارادت القيام بجولة في البلاد. ويصف الكتاب والذي يمكن تصنيفه جزئيا كأدب رحلات رحلتها الاولى حول البلاد مع ياداف في عربة هندية عتيقة من طراز امباسادور هي الانسب لطرق الهند الصعبة.

كان ياداف ارمل في ذلك الحين. وقال له رئيسه ان لوي مرشدة سياحية ويجب ان تلقى معاملة من الدرجة الأولى. ويتذكر كيف قال لها «انت شخص مهم جدا جدا جدا.. سأضع لك خاتما خاصا جدا على قلبك».

ولكنها تتكلم عن الصدمة التي اثارتها العلاقة في الهند حيث يندر تجاوز مثل تلك الفروق الاجتماعية في مجتمع طبقي بالدرجة الأولى. كانت الفنادق ترفض استقبالهما عندما يعرفون انهما سيتقاسمان غرفة واحدة وينظر السقاة اليهما متشككين عندما يرونهما على الطاولة نفسها. وترددت بيوت نيودلهي في دعوتهما للعشاء على الرغم من ان وضع لوي الجديد ككاتبة منحهما بعض الهدوء الاجتماعي الآن.