سحب كتاب في إسبانيا يدافع عن فكرة اغتصاب المرأة ويصف النساء بـ«كلهن مومسات»

TT

قررت دار نشر «الكوبري» في اسبانيا أخيرا سحب كتاب «كلهن مومسات» الذي اصدرته في شهر مارس (آذار) الماضي بعد الضجة التي أحدثها، لدفاعه عن فكرة اغتصاب المرأة ولاهانته مكانتها في المجتمع.

ومما زاد الطين بلة ان صاحبة الدار التي نشرت الكتاب تديرها، مع آخرين، ميريام تي، مديرة مجمع المرأة، وهو مؤسسة حكومية يوكل اليها الدفاع عن حقوق المرأة. وقد طالبت اصوات عديدة باقالة مديرة المجمع من منصبها، بينما وقف الى جانبها آخرون بدعوى احترام حرية الرأي والكتابة.

وكتاب «كلهن مومسات» مجموعة قصص كتبها هرنان ميغويا بطلب من ميريام تي مديرة مجمع المرأة وصاحبة دار للنشر ايضا، بعد اطلاعها على قصة للمؤلف بعنوان «المُغتصِب» في الانترنت.

وعلى الرغم من ان الكتاب لم يبع منه الكثير، فان آراء المؤلف المعادية للمرأة وطبع الكتاب من قبل دار نشر تديرها امرأة هي نفسها مسؤولة حكومية للدفاع عن حقوق المرأة، أثار الكثير من التساؤلات والاحتجاجات، حتى وصلت ذروتها عندما نشرت صحيفة «لابانغوارديا» الاسبانية أخيرا مقابلة مع المؤلف، اعلن فيها صراحة ان فكرة «كلهن مومسات» تلازمه دائما، وان مديرة مجمع المرأة هي التي طلبت منه ان يكتب مثل هذا الكتاب.

وفي كتابه يدافع المؤلف عن المغتصب فيقول إن الاتجاه العام اليوم هو ان «السود في الوقت الحاضر اشخاص طيبون، واللواطيون اشخاص ظرفاء، ونحن المغتصبين، ننتظر متى سيقول المجتمع بأنا لسنا جميعاً سيئين».

وقال في مكان آخر «ان النساء يحاولن ايهام الناس بأنه لا يوجد شيء اسوأ من الاغتصاب». وذكر ايضا ان فكرة كل النساء مومسات «من المؤكد انكم قد فكرتم بها في مرة من المرات. هكذا أو لا؟ أرأيتم؟ إذن كلنا متفقون».

ودافع المؤلف عن قصصه وقال: في هذا البلد يريدون اهانة كتابي، ولكن اقول لهم ان الكتاب الجيدين هم اولاد مومسات.

أما ناشرة الكتاب ومديرة مجمع المرأة، ميريام تي، فقد دافعت عن فكرة نشر الكتاب وحرية الرأي. وقالت ان منصبها باعتبارها مديرة مجمع المرأة، الذي يعنى بشؤون الدفاع عن المرأة، لا يعني بالضرورة ان لا تدير دارا للنشر وتطبع ما تظنه بأنه جيد.

من جهة اخرى تعالت اصوات تطالب باقالة مديرة المجمع من منصبها، ومن هذه الأصوات ما قالته ميكائيلا نابارو مسؤولة حقوق المرأة في الحزب الاشتراكي، اكبر احزاب المعارضة في اسبانيا، من «ان الكتاب دعوة واضحة وبشكل لا يقبل الجدل الى الاغتصاب». واضافت «في رأيي انه لا يمكن السماح بطبع هذا الكتاب في بلد تتقدم فيه النساء بآلاف الشكاوى كل عام ضد العنف المنزلي، وقتلت فيه 29 سيدة على يد زوجها او رفيقها في الأشهر الأولى من عام 2003».