فرنسا تحتفي بعبد القادر الجزائري وتمنحه وسام الشرف

TT

بمناسبة سنة الجزائر في فرنسا، تستمر الاحتفالات بذكرى الامير عبد القادر الجزائري، المجاهد الذي قاد المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي قبل اكثر من مائة عام. ودعا معهد العالم العربي في باريس ومؤسسة عبد القادر الى ندوة عنه تقام يومي الجمعة والسبت المقبلين ويشارك فيها متخصصون من الجزائر وفرنسا. ولد عبد القادر الجزائري عام 1807 وأصبح في فترة حرجة من تاريخ الجزائر رمزاً لمقاومة الوجود الفرنسي العسكري في بلاده. وكان عشرة آلاف جندي فرنسي قد نزلوا على شواطئ الجزائر عام 1830 واجبروا الحامية العثمانية التي كانت تدير منطقة الشمال، على الاستسلام. لكن الثورة عمت كل مناطق القبائل في غرب الجزائر، واظهر خلالها عبد القادر شجاعة وهو يخوض القتال الى جانب ابيه محيي الدين، الزعيم الروحي لقبيلة بني هاشم.

وابدى الجزائريون احتراماً كبيراً لعبد القادر لانه كان قد ادى فريضة الحج مع ابيه. وبفضل انتصاراته على الفرنسيين في السنوات الاولى للاستعمار، بايعه رجاله سلطاناً للعرب، لكنه كان يفضل لقب امير ويرفع في معاركه راية كتب عليها «نصر من الله قريب».

وفي الاسبوع الاخير من عام 1847، بعد سنوات من المقاومة، حوصر عبد القادر الجزائري مع رجاله واضطر الى الاستسلام الى القوات الفرنسية التي كان يقودها الجنرال لامور سيير. وتعهد الجنرال بتأمين سلامة الامير المقاتل وحياة رجاله والسماح له بالمغادرة الى الاسكندرية في مصر. لكن فرنسا لم تحترم عهدها، واودعته السجن لمدة خمس سنوات الى ان اطلق نابليون الثالث سراحه.

وامضى الامير الجزائري الذي تحولت سيرته الى اسطورة للبطولة في بلاد العرب، سنواته الاخيرة في دمشق، يتبحر في الدين ويطالع اعمال ابن عربي. وقد كان له دور في انقاذ حياة آلاف المسيحيين خلال اضطرابات طائفية جرت هناك عام 1960. وتقديراً لجهوده، كافأت فرنسا عدو الامس بوسام الشرف، وها هي اليوم تقيم المعارض والندوات وتطبع الكتب وتعد البرامج احتفاء بذكراه بعد مرور 120 عاماً على رحيله.