رحيل أمينة رزق أشهر أمهات السينما المصرية عن 93 عاما

TT

توفيت فجر أمس الفنانة امينة محمد رزق في احد مستشفيات القاهرة اثر اصابتها بهبوط حاد فى الدورة الدموية وذلك بعد صراع استمر شهرين مع المرض.

واوضح الطبيب الذي تابع حالتها استاذ جراحة الامراض الصدرية في مستشفى القصر العيني محمد عبد الحكيم ان «الهبوط الحاد في الدورة الدموية جاء بسبب وجود ورم حميد فى الرئة اليسرى اضافة الى اضطرابات في وظائف جهاز التنفس مما ادى الى وفاة الفنانة صباح اليوم (أمس)».

والراحلة ولدت في مدينة طنطا (110 كيلومترات شمال القاهرة) عام 1910 وبدأت دراستها في مدرسة ضياء الشرق عام 1916 ثم انتقلت ووالدتها للعيش في القاهرة مع خالتها الفنانة امينة محمد اثر وفاة والدها وكان عمرها ثماني سنوات.

وظهرت الفنانة لاول مرة على خشبة المسرح عام 1922 حيث قامت بالغناء الى جوار خالتها في احدى مسرحيات فرقة علي الكسار في مسارح روض الفرج وانتقلت للعمل مع فرقة رمسيس المسرحية التي اسسها عميد المسرح العربي يوسف وهبي عام 1924 حيث ظهرت في مسرحية «راسبوتين». وشاركت بالتمثيل في أغلب مسرحيات وهبي، الذي ارتبطت به استاذا وفنانا، ولم تتزوجه رغم حبها الشديد له وكان هذا الانتقال وراء شهرة امينة رزق التي اصبحت احدى الشخصيات الاساسية في المسرحيات التي قدمتها الفرقة وكذلك في الافلام التي انتجها يوسف بك وهبي. ومن ابرز مسرحياتها التي قدمتها في السبعينات «السنيورة» والمسرحية الكوميدية «انها حقا لعائلة محترمة جدا» بالاشتراك مع فؤاد المهندس وشويكار وكان آخر ما قدمته على خشبة المسرح قبل شهور مسرحية توفيق الحكيم «يا طالع الشجرة» الى جانب الفنان احمد فؤاد سليم.

وكان مركز الهناجر للفنون قد احتفل نهاية العام الماضي بالراحلة بمناسبة مرور ثمانين عاما على وقوفها على خشبة المسرح خلال تأديتها دور الراوية في مسرحية عبد الله الطوخي «الف ليلة وليلة» التي قدمت على مدار شهرين في مسرح الهناجر.

والى جانب عملها في المسرح فان حياتها تعتبر تاريخا للسينما المصرية حيث قامت باحد الادوار في ثاني الافلام المصرية «قبلة في الصحراء» الذي عرض عام 1924 وتلاحقت بعدها ادوارها في السينما حتى وصلت مشاركتها في اكثر من مائة فيلم اختير بعضها مثل «دعاء الكروان» من بين افضل مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية.

وكانت تؤدي في غالبية الافلام التي قدمتها دور الام بدءا من عام 1945 ولم تكن تجاوزت الـ35 من عمرها في فيلم «الام» وتتالت ادوار الام في مختلف الافلام مثل «دعاء الكروان» و«بور سعيد» و«بداية ونهاية» وكذلك قدمت في الادوار التي قدمتها صورة الزوجة العاقلة والمضحية من اجل ابنائها.

والحصيلة أن الفنانة شاركت في بطولة نحو 500 مسرحية ونحو 200 عمل سينمائي ابرزها «بائعة الخبز» و«اريد حلا» و«دعاء الكروان» و«بداية ونهاية» و«التلميذة». وعينت امينة رزق عضوا بمجلس الشورى المصري في مايو 1991، كما حصلت على وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ورفضت في سنواتها الأخيرة فكرة الاعتزال، رغم حادث السيارة الذي تعرضت له وأصابها بكسور في ساقها. اشتهرت امينة بأدوار «الأم»، التي جسدتها وهي ما زالت شابة، وبرعت فيها حتى اطلق عليها النقاد لقب «أم الفنانين» وستشيع جنازة الفنانة الراحلة اليوم الاثنين عقب صلاة الظهر من مسجد الحامدية الشاذلية بحي المهندسين في محافظة الجيزة.