2000 مسلم بين ضحايا موجة القيظ في فرنسا وتحويل ثلاجات الأغذية لحفظ الموتى

TT

اتخذت إجراءات استثنائية في أوساط الطائفتين المسلمة واليهودية في فرنسا للتعجيل بدفن الموتى الذي قضوا نحبهم بسبب موجة القيظ التي ضربت البلاد أوائل هذا الشهر، وخلفت قرابة 13 ألف ضحية، أغلبهم من كبار السن.

وتعاني المقابر وشركات دفن الموتى من ضغط غير متوقع بسبب ارتفاع أعداد الوفيات في جميع أنحاء فرنسا، خصوصا في العاصمة باريس وضواحيها. وتم استدعاء المتقاعدين من قدامى العاملين في شركات الدفن لمواجهة متطلبات هذه الحالة التي لم تشهد لها البلاد مثيلا. كما جرى تحويل عدد من المباني المبردة وخزانات اللحوم في سوق الأغذية الأكبر بضاحية «رانجيس» إلى ثلاجات لحفظ الموتى لحين ساعة الدفن. ورغم الإجراءات الاستثنائية والسماح بإجراءات الدفن طيلة أيام الأسبوع، فإن هناك من يتأخر عليه الدور لغاية أسبوعين بعد الوفاة.

ونظرا لأن تعاليم الدينين الإسلامي واليهودي تقضي بدفن الميت في الساعات التي تلي الرحيل، فقد عمد القائمون على الشؤون الدينية والاجتماعية لدى الطائفتين الإسلامية واليهودية في فرنسا إلى بذل جهود استثنائية لتحقيق ما توصي به التقاليد الدينية. وكشف أحد الأئمة في باريس أن أهالي بعض المتوفين فضلوا نقلهم ليدفنوا في بلاد الأصل، أي أقطار المغرب العربي، تجنبا لإجراءات الانتظار التي أوجبتها الظروف الجوية الحالية في فرنسا.

وفي تقرير بثه التلفزيون الفرنسي الرسمي، أمس، وتحدث فيه الدكتور دليل بوبكر عميد مسجد باريس ورئيس المجلس التمثيلي للديانة الإسلامية، قدرت أعداد ضحايا موجة الحر من المسلمين بحوالي الفي رجل وامرأة، أغلبهم من شقق ضيقة ومزدحمة لا تتوفر فيها شروط التهوية.

وفي حين تصاعد الحديث عن الاستغلال الذي تمارسه شركات الدفن التي رفعت أسعارها بشكل ملحوظ خلال الأسابيع الماضية، وعادت إلى الصدارة قضية يطالب بها المسلمون الفرنسيون منذ سنوات طوال، وهي ضرورة السعي لتخصيص مساحة لموتاهم في المقابر الفرنسية الكبرى، وبالأخص تلك التي تقع في المدن ذات الكثافة العالية من المهاجرين العرب والأفارقة.