«ويك إند» لبناني بنكهة التفاح

TT

توجت جلسة مجلس الوزراء اللبناني الاخيرة بتفاحة قدمت لكل وزير مع جدول اعمال الجلسة، دعماً للمبادرة التي اطلقها رئيس الجمهورية العماد اميل لحود بإعلانه يوم 12 اكتوبر (تشرين الاول) من كل عام «يوم التفاح اللبناني».

وتأتي هذه المبادرة لتحسين وضع مزارعي التفاح، الذين اشتكوا اخيراً من كساد المواسم وتدني اسعارها بشكل كبير مقابل عجز الحكومة عن اتخاذ التدابير اللازمة لايجاد الاسواق القادرة على تصريف المنتج، لذلك ينهمك اللبنانيون بالتحضير لهذا اليوم كل على طريقته.. ففيما نظمت بعض المدارس اسواقاً مصغرة لترويج بيع التفاح اللبناني لتلامذتها بأسعار رمزية، لجأت مدارس اخرى لدعم المبادرة من خلال تنظيم مسابقات واعمال يدوية موضوعها «التفاحة اللبنانية».. لجان صناعية واخرى زراعية اخذت على عاتقها توزيع التفاح وتقديمه للمارة في بعض الطرقات الرئيسية في بيروت. اما ربات المنازل فقد خصصن هذا اليوم لصناعة الحلويات والوجبات المكونة من التفاح البلدي. احد المصارف اتخذ من التفاح شعاراً لبطاقة ائتمان جديدة اصدرها واشترى التفاح بالاطنان، ليوزعه على جميع فروعه المنتشرة في المناطق اللبنانية وعددها 70 فرعا لتقدم الى الزبائن في سلال من قش.

ويتراوح سعر كيلو التفاح في لبنان ما بين الالف والثلاثة آلاف ليرة لبنانية (حوالي دولارين اميركيين كحد اقصى) وغالباً ما يحمله بعض ابناء الجاليات العاملة في لبنان كهدية قيّمة للاهل في اجازاتهم.

وكان اللبنانيون قد تابعوا باهتمام تفاصيل مشكلة كساد موسم التفاح التي يسلط الضوء عليها اعلامياً بشكل دائم. بعضهم تأثر بالمشاهد التي نقلتها شاشات التلفزة وصوّرت المزارعين يرمون صناديق التفاح على الطرقات احتجاجاً على موقف الدولة اللامبالي تجاههم. فيما وجه آخرون اللوم بتفاقم المشكلة الى بعض المسؤولين الذين لا يحلو لهم الإدلاء بتصريحات خاصة، منها على سبيل المثال ملف اختفاء الامام موسى الصدر الا في موسم التفاح مما يدفع ليبيا الى التمسك بقرارها الامتناع عن استيراد التفاح اللبناني الساري المفعول منذ ثلاث سنوات.

المبادرة الاخيرة التي اطلقها الرئيس لحود دعمت بحملة اعلانات اذاعية وتلفزيونية شددت في نص مختصر واغنية قصيرة على تناول تفاحتين بدل التفاحة الواحدة في 12 اكتوبر. ورفعت اليافطات على الطرقات تشجع ايضاً على اكل التفاح.

ويدرس حالياً كيفية تنفيذ قرار مجلس الوزراء بتخصيص مبلغ خمسة مليارات ليرة لدعم انتاج التفاح. اضافة الى قرار آخر يقضي برفع سعر الضريبة على التفاح المستورد من الخارج.

ويتنوع استعمال اللبناني للتفاح فمنهم من يعتبره افضل فاكهة يمكن تناولها اثناء اتباع الحمية لقلة السعرات الحرارية التي تحتويها وكذلك قبل الايواء الى الفراش لانها تساعد في النوم. فيما تلجأ بعض النساء لوضع قشر التفاح على وجهها كقناع مغذ لها ويتغنى اللبنانيون بتفاح بلادهم منذ القدم اذ اعتادت بعض المناطق على اقامة المهرجانات والمسابقات الجمالية التي تحمل اسمه، فيما انشد له عدد من المطربين احلى الاغاني امثال صباح التي رددت «جنينة حبيبي مليانة تفاح وعنب لبناني» وكذلك الراحل فهد بلان الذي اشتهر بأغنية «تحت التفاحة» وفضل شاكر بالاغنية الفولكلورية المصرية «يا بياع التفاح».