عبارات «الود» تكسر حدة نقاشات اللبنانيين وتستهوي الأجانب

TT

تعتبر بعض العبارات اللبنانية رمزاً من رموز السياحة، يحفظها من يزور لبنان عن ظهر قلب ويرددها بفرح وعفوية مطلقة، وقد يستغرب استخدام الناس لها خلال تبادل النقاشات الساخنة.

وتحتل عبارة «حبيب قلبي» مركز الصدارة لدى السائحين، كما يؤكد البرتغالي باولو كونزاليس، الذي يزور لبنان للمشاركة في تنفيذ برنامج تلفزيوني، مضيفاً ان مثل هذه العبارات جذبته بشدة لأن لها وقع السحر على سامعها، اذ تجعله يبتسم بصورة تلقائية بعد ان يعرف معناها مهما كانت اجواء النقاش حادة او حامية مع الشخص الذي يحاوره.

وفيما يضخّم المصريون حرف الحاء ويطيلونه فليفظونها «حابيب قلبي» كما مقدم برنامج «سوبر ستار» ايمن قيسوني، الذي يحاول تقليد اللهجة اللبنانية، فإن اهل الخليج يحاولون تمريرها فيما بينهم على الأصول، ولو بدا الاختلاف بسيطاً في القسم الثاني من العبارة، فتأتي كلمة «قلبي» غيرها في لفظتها اللبنانية. اما الأجانب فيلفظونها بعد الاستغناء عن الأحرف التي لا تستخدم في لغاتهم.

ولا يتوانى اللبنانيون فيما بينهم من الاكثار في استخدام الكلمات، فيستعينون احياناً بـ «القلب» واحياناً اخرى «بالعين» او «بالجبين» لاضفاء جو من المودة على احاديثهم. وكانوا في الماضي يلجأون الى كلمات متشابهة مثل «يا خي» «يا عمري» «يا سيدي» وغيرها.

ويرى بعض اللبنانيين ان عدم تبادل هذا النوع من العبارات فيما بينهم يشعرهم بنقص ما وان استعمالها له مفعول حبة مهدئة على بعض الأشخاص.

فيما ترى شريحة اخرى ان الأمر مجرد ضحك على الذقون، ويأتي الفنانون في مقدمة لائحة الأشخاص الذين يستعملونها، لاسيما خلال حوارات مباشرة على الهواء مع متصلين يجهل الفنان حسبهم ونسبهم ويصر على مناداتهم بـ «حبيبي» و«عيني» و«روحي» وما الى ذلك. وقد ارتبط اسم سلطان الطرب جورج وسوف ارتباطاً وثيقاً بعبارة «حبيب قلبي» حتى بات يلقب بها.

ويرى الأديب والناقد اللبناني جورج جرداق «ان الأمر يصبح احياناً بمثابة حب من طرف واحد، لأن الشخص الآخر قد يفاجئك بكلمة حبيبي وانت تتحدث معه في موضوع جدي فيحرجك وترتبك، وتبدو كأنك وصلت للتو من كوكب آخر».