الإنترنت يتوج أعياد اللبنانيين ويلغي تقاليدها الاجتماعية

TT

استقبل اللبنانيون الاعياد هذه السنة بطريقة واسلوب مختلفين عن السنوات الماضية فغابوا عن السمع عبر الاتصالات الهاتفية الهادفة لمعايدة بعضهم البعض، وكذلك غابوا عن الرؤية ليس بسبب رداءة الطقس بل بفعل انشغالهم بخدمات الانترنت والتلفونات المحمولة التي كانت بمثابة الوسيلة الافضل والاسرع لارسال وتلقي وسائل العيد.

اللبناني الذي كان يقضي اوقاتاً طويلة في المكتبات والمحلات الكبرى لاختيار بطاقة معايدة تلائم المرسل اليه وتليق بالمناسبة، صار يجلس امام شاشة الكومبيوتر، يتصفح عبر الانترنت احدث صرعات الاعياد من بطاقات وهدايا خاصة بالميلاد والفطر ورأس السنة، فتضمنت مجموعة واسعة منها حملت معاني مختلفة تناسب كل الاعياد.

وتقول مارلين خضرا التي تعمل موظفة في إحدى المكتبات وسط بيروت ان نسبة الذين اقبلوا على شراء البطاقات المخصصة للاعياد هذا العام لم تتجاوز 20 في المائة من الزبائن، بينما كانت في الماضي تلامس 80 في المائة. وربطت هذا التراجع بخدمات الانترنت واجهزة الخلوي التي ولدت لدى اللبناني شعوراً جديداً خرج عن المألوف، وسمح له بمواكبة التكنولوجيا المتطورة التي تغزو العالم حالياً. وهذه الخدمات لم تقتصر على الاستعمال المحلي بل وصلت الى الموجودين في الخارج اذ تبادل الاخوة والاقارب والاصدقاء والاحبة عبارات المعايدة وبأقل كلفة ممكنة.

ويوضح اكرم حلبي وهو طالب جامعي أن كلفة الرسائل الالكترونية المرفقة مع رسومات طريفة عبر التلفون المحمول لا تتجاوز 20 سنتاً اميركياً محلياً و40 سنتاً اميركياً عالمياً، بينما كلفة الاتصال الدولي تتراوح بين الدولار والدولار والنصف للدقيقة الواحدة.

وعن خدمة الانترنت يقول اكرم: «انها ايضاً اقل كلفة من البطاقات المميزة التي تقف ساعات وساعات لتختار بعضها فتسرق منا الوقت والمال على السواء، اذ لا تتعدى كلفتها الدولار والـ15 سنتاً في اليوم الواحد مهما بلغ عدد الساعات التي تصرفها مع الانترنت، ولعل اشتراكات توزيع الانترنت المنتشرة حالياً في لبنان هي التي تقف وراء غزوها غالبية البيوت والتي بات من النادر غيابها عن بعضها».

اما الزيارات التي اعتاد اللبنانيون تبادلها في مثل هذه الاوقات، فقد اقتصرت على نسبة قليلة من اللبنانيين لم تتجاوز الـ30 في المائة، غالبيتها من الجيل القديم الذي تتراوح اعماره بين 50 و70 عاماً، مما جعلها حكراً عليهم وقد اعتادوا مزاولتها كتقليد متبع في الاعياد. وترى ليلى نزاف وهي سيدة منزل في ضاحية بيروت الشرقية، انه صار من النادر ان يدق باب منزلها احدهم، كما درجت العادة في الماضي، يقدم لها التهاني بالعيد واضافت مستغربة «الناس ما عادت تهتم بهذه التقاليد من حلويات الضيافة التي تشتريها كل سنة بالمناسبة صرنا نوزعها على بعضنا البعض».

اما الشبان وطلاب الجامعات فقد اختاروا اماكن لقاءاتهم خلال عطلة الاعياد في المطاعم والمقاهي لاسيما تلك التي تقدّم خدمة الانترنت ضمن برنامجها حتى اذا ما ذكروا صديقاً او عزيزاً، ارسلوا له بطاقة معايدة في اللحظة نفسها.