دمعة وابتسامة بين وكالتي الفضاء الروسية والأميركية

أرملة تبكي زوجا قتل بسقوط كولومبيا وعروس تستقبل رائدا تزوجته وهو يدور حول الأرض

TT

لأول مرة يبكي عالم غزو الفضاء ويبتسم في وقت واحد.. بدأ ذلك منذ يومين في وكالة «ناسا» الأميركية، حين رأى العاملون فيها الاسرائيلية رونا رامون تبكي زوجها القتيل بسقوط المركبة «كولومبيا» في أوائل فبراير (شباط) الماضي، حيث قضى ايلان رامون وهو يعود الى الأرض بعد 16 يوما أمضاها في الفضاء مع 5 أميركيين ورائدة هندية، من دون أن تتمكن «ناسا» من احياء ذكراهم في مقرها بهيوستن الا يوم الأول من أمس، حيث اكتظ المقر بالمتجهمين والذارفين للدموع مدرارة على رواد احترقوا داخل المركبة وهي تلج الغلاف الجوي للأرض، فلم تتحمل «كولومبيا» الارتجاجات وتمزقت من بعدها وتساقطت أشلاء قرب عدد من البلدات، ومن بينها مدينة «فلسطين» الاميركية الصغيرة بالذات.

وحين كان الناس يبكون وينوحون في «ناسا» الأميركية، كانت سيارة كبيرة تقل كثيرين، من بينهم فتاة، الى مطار تابع لوكالة الفضاء الروسية في «مدينة النجوم» قرب موسكو، لتستقبل الفتاة في المطار، وبالابتسامات، رائدا تزوجته قبل شهرين وأسبوعين وهو يدور في الفضاء، ولم تره منذ اعلان الزواج الا حين عاد منذ يومين فقط، وبعدها دخل الزوجان في مرحلة «عملية» الى «المركبة الذهبية» على الأرض حقيقة الرائد الروسي يوري ماليشينكو، 41 سنة، هو أول من عقد زواجا من فتاة على الأرض وهو في الفضاء، فظهر في 10 أغسطس (آب) الماضي على شاشة في وكالة «ناسا» رأته منها مواطنته الحاصلة على الجنسية الأميركية، إيكاتيرينا ديمترييف، وعبرها رآها هو أيضا وسمع كلمة «نعم» كموافقة منها على زواج تم بين رجل كان يدور على ارتفاع 380 كيلومترا عن الأرض وفتاة عمرها 26 سنة، وظلت الفتاة تحلم بعد مراسم الزواج بأن يعود اليها سالما ليكتمل كل شيء بشهر عسل سيمضيانه بدءا من السبت المقبل في استراليا.

أما الرائد الاسرائيلي، 48 سنة، فكان أيضا أول من تناول طعام «الكوشير» اليهودي الحلال وهو في الفضاء، وأول يهودي في التاريخ مارس طقوس السبت الصارمة خارج الأرض، بل ومرتين في اليوم بدلا من مرة واحدة في الأسبوع، لأن «كولومبيا» كانت تدور به حول الأرض كل 90 دقيقة، وتجعله يرى شروق الشمس وغروبها 14 مرة في اليوم الواحد. وكان أيضا أول من يدلي بصوته في انتخابات تجري على الأرض، من دون أن يتم التعرف الى الآن لمن أدلى بصوته في انتخابات اسرائيل التشريعية يوم 28 مارس (آذار) الماضي، لكنه لم ينعم بهذا المجد كله على الأرض، فقد قضى وهو بالكاد يدخل الى غلافها الجوي، تاركا 4 أبناء، وذكريات قديمة عن مشاركته في حرب أكتوبر 1973 ضد مصر وسورية، ومن بعدها بتسع سنوات مشاركته في غزو لبنان.