فرنسية تبحر في المحيط الهادي بقارب شراعي منذ 80 يوما

رئيس الوزراء أرسل لها قبلة صوتية وباريس تستعد لاستقبالها بمهرجان

TT

إذا مرت الساعات الأخيرة بسلام، فإن من المتوقع أن تنهي الفرنسية رافاييلا لوغوفيلو، 40 عاما، مغامرتها البحرية بالوصول إلى ميناء بابيتي في تاهيتي، مساء الغد، قاطعة أكثر من 900 كيلومتر وحدها في قارب شراعي، بعد رحلة استغرقت قرابة الثلاثة أشهر. وتتابع وسائل الإعلام الفرنسية والعالمية مغامرة رافاييلا يوما بيوم من خلال مركز للاتصال الدائم بها أقيم في نادي الصحافة الأجنبية في باريس.

وانطلقت رافاييلا من سواحل بيرو في الخامس من أغسطس (آب) الماضي في اتجاه جزيرة تاهيتي في المحيط الهادي، لتحقق حلما راودها منذ مسقط رأسها في مقاطعة بروتاني على الشاطئ الغربي لفرنسا. واستعارت هذه المغامرة الأربعينية الشقراء قاربها الشراعي من زميلها ستيفان بيرون الذي سبق له أن قام برحلة مشابهة. وتم تطوير القارب الذي يبلغ طوله سبعة أمتار وتعلوه أربع ساريات.

وكانت رافاييلا قد جربت في العام الماضي محاولة لعبور البحر الأبيض المتوسط بقارب شراعي، لكن الأمواج العاتية التي سببها هبوب ريح غير متوقعة قلبت قاربها وألقت بها في مياه بدرجة حرارة 20 مئوية. ولما فشلت في تعديل وضع القارب اضطرت إلى طلب النجدة، وقام زورق للطوارئ بنقلها إلى ميناء مرسيليا، جنوب فرنسا.

وعدا عن مغامراتها البحرية عاشت رافاييلا لوغوفيلو حياة عادية، فقد درست الطب البيطري وأسست شركة متخصصة في إنبات الزرع تحت الماء، لكنها لم تطق صبرا على نداء البحر، فشدت أشرعتها في هذه الرحلة التي تصورت أنها قادرة على إنجازها في خمسة أسابيع، لكن الريح تجري أحيانا عكس ما تشتهي السفن.

وبفضل شبكة الإنترنت، تمكنت رافاييلا من التحادث مع أشخاص تابعوا رحلتها من مختلف القارات، كما عقدت لقاءات عائلية مع أفراد من أسرتها، لكن المفاجأة الكبيرة كانت عندما تحادث معها صوتيا رئيس الوزراء الفرنسي جان بيير رافاران في السادس عشر من هذا الشهر، ليشجعها ويعبر لها عن إعجابه بما تفعل قائلا: «قبلة كبيرة لك مني بالنيابة عن كل الفرنسيين. أبحري جيدا من أجل الدنيا كلها» قبل أن يضيف: «لا شك أن هناك بقعة ناشفة في دماغك لكي تقومي بهذه المغامرة».

وتستعد أوساط فرنسية رياضية عديدة لاستقبال رافاييلا لو غوفيلو استقبالا يليق بشجاعتها، عند عودتها إلى باريس مطلع الشهر المقبل، إذا تم كل شيء على ما يرام.