الطقس الحار يغير نوعية المطبخ السعودي

TT

عادت الأجواء الرمضانية الصعبة التي عاشها الأجداد في السعودية إلى الظهور مجدداً هذا العام حيث يسجل الطقس في عموم السعودية ارتفاعاً في درجات الحرارة يصل معدلها إلى اكثر من 30 درجة مئوية، وهو جو يجبر السكان على استخدام أجهزة التكييف داخل المنازل والمكاتب والمدارس والمركبات بعد أكثر من عقد كان فيه طقس رمضان يميل إلى الاعتدال.

ورغم ان الجيل الجديد يعيش الأجواء الرمضانية نفسها التي عاشها قبلهم الآباء والأجداد، الا ان ظروف هؤلاء اقل صعوبة من سابقيهم. ويقول عبد الله الصالح، 73 عاماً، ان أجواء رمضان الحارة هذا العام عادت بذاكرته إلى ما قبل ستين عاماً عندما بدأ الصيام في سن مبكرة، وكانت الأجواء شديدة الحرارة وفي ظروف صعبة بسبب طبيعة الأعمال الشاقة التي كان يمتهنها الناس في ذلك الوقت وغالبيتها الزراعة والرعي. ويضيف «كنا نكافح العطش برش الماء البارد من البركة أو من القربة على أجسامنا وملابسنا أو النوم تحت ظل شجرة سقيت بالماء للتو، وعندما يحين وقت الإفطار نتناول على عجل التمر ثم نتبعه بنقيع التمر أو النضيد لإطفاء لهيب العطش، ونلحقه بطاسة من الماء أو اللبن. ويشير الصالح إلى أن الجيل الجديد، رغم إحساسه بصعوبة الصوم في مثل هذه الأجواء، إلا أن معاناته اسهل نظراً لتوفر كل وسائل الراحة حالياً. من جانبه، يرى بسام. ص ،13 عاماً، والذي بدأ الصيام هذا العام، أنه مزهو بصومه، مشيراً إلى انه يشعر بالعطش أثناء وجوده في المدرسة لكنه سرعان ما ينسى ذلك عندما يلتهي بالدرس، وعقب عودته إلى المنزل يأخذ قسطاً من الراحة قبيل الإفطار الذي يحرص فيه على أن تكون العصائر سيدة المائدة. واضطر العاملون، بسبب الجو الحار، الى تغيير برنامجهم في هذا الشهر بالعمل مبكرا في الصباح والعودة إلى تكملة ساعات العمل ليلاً. كما أجبرت هذه الأجواء ربات البيوت على اجراء تعديلات في أطباق الوجبات اليومية من خلال تقليل كميات الملح في الطعام، وتجنب طبخ الأكلات الدسمة في السحور والتي يشعر آكلوها بالعطش لاحقا. كما زينت موائد الإفطار بالعصائر والمشروبات الغازية، ويجد شراب السوبيا والتوت والفيمتو طلباً من الصائمين، كما يحرص الكثيرون على تزيين موائدهم بعصير قمر الدين وماء زمزم. وتتصدر التمور الأطباق الرمضانية بالإضافة إلى القهوة واللقيمات والفطائر المختلفة وخصوصاً السنبوسك. كما يجد الفول إقبالا حيث يحرص البعض على تناوله في الإفطار. ويشعر أغلب الصائمين بأنه لم يتسحر ما لم يتناول طبق الكبسة المشهور ثم إلحاقه بكوب من اللبن البارد قبيل الإمساك.