جامعيون لبنانيون يحلون محل العمالة الأجنبية بشعار «الشغل مش عيب»

TT

نزلت مجموعة من الشباب الجامعي اللبناني، شعارها يتمحور حول عبارة «صنع في لبنان»، الى الأرض مروجة لمبادرتها اللبنانية بامتياز. وهكذا فاجأ 30 شاباً وفتاة زبائن احدى محطات الوقود في منطقة جونيه (شمال بيروت) وبدأوا تزويد السيارات بمادة البنزين وغسلها او نفخ اطاراتها.

خطوة اراد الشباب اللبنانيون من خلالها محاربة استخدام اليد العاملة الأجنبية، كما قالوا، فتحركوا مباشرة وفعلياً وراحوا يعملون مكان الأجانب لأن «الشغل مش عيب» بنظرهم.

«تيار شباب النهضة» هو الاسم الذي اطلقوه على انفسهم، يقودهم الجامعي رازي الحاج، ابن التسعة عشر عاماً، الذي يتابع تخصصه في علم الاقتصاد. واهداف التيار اقتصادية بحتة تدور حول كيفية تخفيض الضرائب وزيادة القدرة الشرائية ومكافحة البطالة ودعم الصناعة الزراعية والتجارة المحلية، وتصب في دفع الشباب اللبناني الى التشبث بأرضه اكثر.

ورغم ان رازي واصدقاءه دقوا ابواباً كثيرة، آملين ان تفتح لهم للتعبير عن افكارهم، الا ان صاحب احدى محطات الوقود وحده لبى النداء وطلب من العمال الأجانب لديه التنحي عن العمل لساعات قليلة تشجيعاً لليد العاملة اللبنانية.

ويقول رازي «قيمة البقشيش التي حصدناها كانت خجولة، بينما ردة فعل الناس جاءت متعاطفة معنا. وبالطبع تذمر العمال الأجانب من خطوتنا وقابلوها باستياء ونفور بعد ان خافوا من انقطاع رزقهم».

وينوي افراد التيار القيام قريباً بأعمال اخرى مشابهة، عادة ما يقوم بها الهنود والسريلانكيون والافارقة والمصريون والسوريون العاملون في لبنان، سواء في ورش البناء او في خدمة الزبائن في محلات السوبرماركت او غسل الصحون في المطاعم.

«اردنا ان نبرهن للرأي العام اللبناني اننا واعون لواقعنا ونقوم بتغييره على طريقتنا» هكذا يقول طوني المنتسب الى التيار والذي لفتته ردة فعل الأشخاص المسنين، اذ ابدوا اعجابهم وعبروا عن فرحهم بعبارات مشجعة اختصروها بكلمة «برافو» او «يا ليتنا قمنا في السابق بما تقومون به الآن».

ويؤكد الجامعيون العمال أنهم يعيشون ويتنفسون ويأكلون على الطريقة اللبنانية ويتوقون لدخول اللعبة السياسية عما قريب. اما الهدف الأكبر الذي يسعون اليه كخطوة اولى، فهو اعادة بناء الطبقة الوسطى، والتي تشكل 43% من مجمل اللبنانيين وتعاني حالياً من مشاكل اقتصادية جمة.

وسيبدأ التيار في الربيع المقبل وضع لائحة طويلة تضم اسماء جميع المنتسبين اليه ليتم الاستعانة بهم في المناطق اللبنانية كافة لقطف مواسم الزيتون والتفاح، وترويج البضاعة اللبنانية عامة بدل اللجوء الى اليد الأجنبية وشراء البضائع المستوردة ايضا وكانت احدى الدراسات السابقة التي تناولت هذا الموضوع، اظهرت ان هناك 215 مليون دولار تذهب الى خارج لبنان سنوياً من جراء اليد الأجنبية العاملة على اراضيه.