من برقع طالبان إلى ارتداء البكيني في مسابقة ملكة جمال

أفغانية تنافس على لقب «ملكة جمال الأرض» وتظهر بما كان عقوبته الموت زمن الملا عمر

TT

تظهر مساء الغد بالفلبين فتاة أفغانية وهي ترتدي ما كان عقوبته الموت زمن حكم طالبان قبل عامين بأفغانستان: بكيني من قطعتين لا غير ستضعه الأفغانية البالغة من العمر 25 سنة لتعرض نفسها أمام لجنة حكام دولية بمسابقة «ملكة جمال الأرض» التي تشارك فيها بمانيلا كثاني ملكة تعرفها أفغانستان بعد المقيمة الآن بالولايات المتحدة، زهرة داود، أو المرأة التي وضعت تاج الجمال على رأسها لأول وآخر مرة عام 1972 في كابل، ومن بعدها لم تعرف البلاد التي ابتليت بالمآسي طوال 3 عقود من يضعه ثانية سوى فيدا سمدزاي، الأفغانية «الجريئة» التي تحدّثت الى «الشرق الأوسط» بالهاتف أمس وقالت ان المرأة في بلادها «فتحت» عينيها وبدأت ترى الدنيا كما تراها الدنيا تماما: جميلة وساحرة.

ومن فندق انتركونتيننتال مانيلا، حيث تنزل في غرفة واحدة مع ملكة جمال ترينيداد وتوباكو، قالت فيدا سمدزاي، التي يعني اسمها اللاتيني الأول «حياة» بالعربية، انها مسلمة وتجيد 5 لغات وغادرت أفغانستان عام 1996 مع عائلتها الى الولايات المتحدة، حيث تقيم وتدرس في جامعة كاليفورنيا وتنشط هناك مع جمعيات خيرية لمساعدة المرأة الأفغانية، وانها ظهرت قبل أسبوع مرتدية أمام العلن في التصنيفات التمهيدية للمسابقة بكيني أحمر من قطعتين حين تجولت مع 59 متنافسة على اللقب عند مسبح الفندق الذي تنزل فيه بمانيلا، وسترتديه غدا في المسابقة التي تجري في قاعة مسرح جامعة الفلبين بمدينة كيزون، المجاورة لمانيلا «لأنني لا أرى بارتدائه أي مشكلة، وما يقال عن ذلك هو مبالغة، فالظهور بالبكيني ليس استعراضا بل رمز لحرية المرأة الأفغانية» على حد تعبيرها.

وكانت وزيرة الشؤون النسائية بأفغانستان، حبيبة سرابي، قد شجبت الأسبوع الماضي مشاركتها بالمسابقة في بيان قالت فيه «ان ظهورنا عاريات أمام الكاميرات ليس له علاقة بحرية المرأة على الاطلاق». ثم تساءلت كيف تم اختيار سمدزاي ملكة جمال لأفغانستان وهي التي تقيم في الولايات المتحدة. وقالت: «نحن ندينها، وهي لا تمثل الأفغانيات بشيء، وما تقوم به ليس الا خلاعة». كما ان سفارة أفغانستان بواشنطن أصدرت بيانا أدانت فيه مشاركتها بالمسابقة وقالت انها تمت من دون اذن رسمي من حكومة بلادها. لذلك استغربت سمدزاي تنديد الآخرين، وقالت: «انا أشارك في المسابقة لألفت الانتباه الى ان للمرأة الأفغانية طاقات وذكاء وجمالا، وهي تحتاج فقط الى فرصة».

وقالت سمدزاي انها لم تتعرف الى العربية الوحيدة المشاركة بمسابقة «ملكة جمال الأرض» وهي اللبنانية ماري جرجس حنا، لكنها ذكرت انه كلما شاركت العربيات والمسلمات في لقاءات ومسابقات دولية متنوعة في الخارج «كلما أظهرن بعض ما لديهن من طاقات للآخرين، وقمن بتغيير الصورة عنهن أكثر» وفق تعبيرها.

ووصفت سمدزاي نظام طالبان السابق بأنه كان قاسيا ومهينا للمرأة لذلك غادرنا البلاد انا وعائلتي قبل 7 سنوات فرارا الى الولايات المتحدة، حيث نقيم بعد ان حصلنا على الجنسية الأميركية.. وانا سعيدة لأن البلاد تحررت من ذلك النظام.