اللبنانيون يبدون تذمرهم من طول الشهر الحالي ويتمنون لو يقفز شهر فبراير مكانه!

TT

انتهت فترة الاعياد وتبادل التمنيات والهدايا بعدما استنفد اللبنانيون موسم العطلات فيها حتى اللحظة الاخيرة. واستفاق اللبنانيون ثاني ايام يناير (كانون الثاني) وكأنهم كانوا في غيبوبة ملونة باضواء العيد ليجدوا انفسهم في واقع مغاير، اذ فرغت الشوارع من اي حركة فلفها الهدوء والسكينة وبدأ الناس ينتظرون حلول الفرج بعدما صرفوا راتب شهر يناير بأكمله. وقد جرت العادة على دفع رواتب الموظفين في 22 ديسمبر (كانون الأول) من كل عام. وتقول فاديا ربيز مدرسة لغة عربية وام لاربعة اولاد عن اي فرج تتحدثون وشهر يناير ما زال في بدايته؟

فبعد ان راحت السكرة وجاءت الفكرة، كما يقول المثل اللبناني، تلمس اللبنانيون جيوبهم فإذا بها خالية حتى من القرش الابيض لليوم الاسود، ذلك ان عطلة الاعياد سرقت منهم كل مليم، فتمنوا لو ان شهر يناير ينتهي بسرعة او على الاقل يقفز مكانه شهر فبراير (شباط) الذي يختصر يومين من الشهر الحالي فيكون 29 يوماً بدلاً من 31.

ولعل ورود الفواتير على انواعها مع بداية هذا الشهر زاد في الطين بلة، فآن اوان دفع فواتير الكهرباء والاتصالات الهاتفية وكذلك استحقت الاقساط المدرسية للفصل الثاني فاحتار الاهالي من اين يبدأون وليس في اليد حيلة! وتقول حنان سمراني موظفة في مصرف وام لولدين «مهما حاولنا ضبط المصاريف خلال العطلات نقع بالفشل لأن بهجة العيد تضيع بدون القيام بالمشاوير والنزهات خارج المنزل الامر الذي يتطلب ميزانية كبيرة.

اما فايز بيطار وهو رب عائلة يعمل في جهاز الدفاع المدني، فقد حاول الاستفادة من الاماكن العامة كالمواقف والجبال والمعارض لتوفير قسط كبير من المال، فإن رغبات الاطفال خلال العيد، تصبح اوامر نضطر لتنفيذها حتى لا تضيع عليهم فرحة العيد التي ينتظرونها من عام لآخر.

بعض الاشخاص لجأوا الى الاستدانة من صديق او قريب لتسيير الحال، اما البعض الآخر فجلس يضع كفه على وجهه يعد الايام والساعات علها تنتهي بسرعة.

حتى الحركة العامة في الاسواق والمحلات التجارية تأثرت بالحالة الاقتصادية العامة، والتنزيلات وتخفيضات الاسعار التي احتلت اعلاناتها معظم الواجهات ووسائل الاعلام، لتحرك الجمود، فقد قبع اصحابها في زوايا محلاتهم ينتظرون الفرج، اي شهر فبراير بالتحديد عله يحمل في طياته، كونه شهر التسوق، تعويضاً لخسارتهم المالية! شريحة كبيرة من اللبنانيين قررت عصر النفقات الى حد كبير حتى نهاية الشهر كالذهاب سيراً على الاقدام الى مراكز عملهم او الاكتفاء بسندويش متواضع كوجبة غداء بدل ديك الحبش والخروف وغيرها من الاطباق التي تصدرت الموائد في العيد وكذلك البقاء امام شاشة التلفزيون بدلاً من الخروج من المنزل.

ويبقى سؤال واحد يتردد على كل شفة ولسان حتى في مكتب جريدة «الشرق الأوسط» «وحياتك نحن في اي يوم من الشهر»؟