العثور على مراهقة لبنانية مذبوحة في غابة بالسويد

محمد العجوز يحدّث «الشرق الأوسط» عن ابنته ويقول: اكتشفت هوية القاتلين بنفسي

TT

أفراد عائلة العجوز كانوا جيراننا منذ زمن بعيد في بيروت، ثم غادر بعضهم حي «القصار» مهاجرا هنا وهناك، ولم نعد نسمع عنهم شيئا الا حين اتضح أمس بالصدفة أن أحدهم وهو محمد العجوز، كان يقيم مع زوجته وأولاده الثلاثة طوال 17 عاما في مدينة مالمو، الشهيرة بمرفأ بحري هو الأكبر في السويد في تلك المدينة اختفت ابنته مروة منذ 11 شهرا تماما، ولم يعد يظهر لها أثر، فنشطت شرطة البلاد، المعروفة باللاعنف وقلة الجرائم، لتبحث عنها وسط قلق عميق حل في بيت عائلتها، الى أن عثروا منذ شهر على رأسها مقطوعا بوحشية بمنشار ومرميا بين أشجار غابة تبعد 15 كيلومترا عن مكان اقامته يقيم محمد مع زوجته غادة العانوتي وابنيه عبد الحفيظ وآدم (18 و15 سنة) في وسط مالمو، التي يعيش فيها حوالي 50 مهاجرا من لبنان.

وحين اتصلت «الشرق الأوسط» بمحمد العجوز أمس، كان ما يزال في مقلتيه احتياط كبير من دموع لم يذرفها بعد على ابنته الوحيدة عندما تحدث عنها ووصفها عبر هاتفه النقال بأنها كانت جميلة وواعدة وتجيد 4 لغات وتبشر بالخير الكثير للأسرة، لكنها قضت بجريمة من أبشع ما يكون وهي في عز الشباب، بالكاد كان عمرها 18 سنة.

ويشرح محمد ما حدث فيروي أنها غادرت مالمو في أوائل العام الماضي لتقيم مع من بقي من عائلته في بيروت «وهناك خطبها 6 شبان، واحدا تلو الآخر، حتى استقرت الخطبة الأخيرة، فتزوجت من شاب متخصص بالكومبيوتر. لكن الزواج استمر فقط شهرين، عادت بعدهما حزينة الى مالمو، فوكلت أخي في بيروت وطلقها من زوجها، ثم أرادت السكن لوحدها، على عادة بنات السويد حين تبلغ الواحدة منهن 18 سنة من عمرها، فاستأجرت لها شقة قريبة من البيت أقامت فيها مع صديقات من عمرها تقريبا» كما قال.

تمضي رواية محمد، وهو مسؤول ببلدية مالمو عن ملاعب كرة القدم وصيانتها وكان يعمل سابقا في بيروت بمحل للمجوهرات يملكه خال له هناك، فيقول إن مروة «دخلت في شجار في إحدى المرات مع زمرة من الشباب في مقهى بالمدينة. وبعد أسبوع، أي في 20 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، اختفت تماما، ومضت أيام وشهور، كنا جميعا نظن خلالها مع الشرطة أن لاختفائها علاقة بزواجها الفاشل في بيروت، حتى عثروا على رأسها مفصولا عن جسدها بين الأشجار، ومذبوحا بمنشار يستخدمه باعة اللحوم عادة» بحسب تعبيره.

يتابع ويقول إنه اكتشف منذ أسبوع اشارات أوضحت له هوية قاتليها، وكانوا من تشاجروا معها في المقهى الليلي «وهم بين 4 أو 5 شبان من زمرة تتعاطى المخدرات، وعلمت أنها كانت ملمة ببعض أسرارهم، فخطفوها وطعنوها بسكين في شقة، ثم نقلوها بسيارة الى الغابة وفصلوا رأسها عن جسدها ودفنوه في مكان ما. لذلك أبلغت الشرطة، فاعتقلوا أحدهم، وما زالوا يسعون وراء الآخرين» رافضا أن يكشف المزيد، ككيفية معرفته بهوية القاتلين «كي لا يؤثر ذلك في مجرى التحقيقات كما طلبت مني الشرطة».

ويقول محمد، 41 سنة: «أنا كنت أدلعها كثيرا، وأسمح لها بالعيش على طريقة السويديين، أي تقريبا حرة من أي قيود، لأني كنت أزرع فيها الثقة، فكانت لذلك قوية الشخصية. ولا أعرف الآن ما اذا كنت نادما على ذلك، لكني أعرف أني نادم على مغادرة بيروت، ومشتاق لحينا وأهله وتقاليده، ويا ليتني أملك العزم الكافي لأعود اليه واليهم».