الجيش اللبناني يحذر التجار من البيع العشوائي للملابس العسكرية

TT

اصدرت مديرية التوجيه في قيادة الجيش اللبناني أول من امس قراراً منعت بموجبه التجار من بيع وشراء اعتدة وألبسة عسكرية من دون الحصول على تراخيص قانونية.

وفيما يبدو القرار ادارياً ومتعلقاً بتنظيم التصنيع والبيع بعد انتشار الفوضى في هذا القطاع الحساس، تجدر الاشارة الى رواج هذه الألبسة في صفوف الصبايا والشباب وحتى الاطفال، ولطالما استقطبت البزات والالوان المموهة والمرقطة والكاكي والاخضر الداكن نظر الراغبين بمظهر يوحي بالقوة والخصوصية والاجواء العسكرية والبعد عن الميوعة. كذلك تعطي هذه الملابس انطباعاً بأن من يرتديها هو «وطني من الطراز الاول». وبات أليفاً مشهد طفل يرتدي زي ضابط تزين النجوم كتفيه او يعتمر قبعة عليها شعار الجيش اللبناني، لا سيما في المناسبات الوطنية كعيد الاستقلال وعيد الجيش وعيد الجلاء وذكرى تحرير الجنوب. حتى ان الاحتفال بعيد الجيش يتضمن ملصقات تملأ الشوارع والاوتوستراد وتحمل صورة طفل جميل وضاحك بالبزة العسكرية والقبعة.

واقبال اللبنانيين على كل ما هو عسكري، ليس ظاهرة غريبة، فالألوان والخطوط والرسوم العسكرية اقتحمت عالم الموضة ودور الأزياء المشهورة في العواصم الكبرى وطغت على تصاميم الصيف قبل عامين، ولا تزال الالوان العسكرية تحصد اقبالاً كبيراً. وربما يعود السبب الى بعض الأفلام الأميركية، حيث يظهر الابطال «الذين لا يقهرون» مدججين بالاسلحة، وبعيدين كل البعد عن الاناقة الكلاسيكية، وقادرين على قهر الاعداء. مما شكل في مخيلة الشباب رغبة في التشبه بهم.

ولا تقتصر هذه الصرعة على الجنس الخشن، فالجنس الناعم ايضاً بات في صميم «الاكشن»، اذ لم يعد منفرا رؤية حسناء تتبختر بالحذاء العسكري وتمشي بعنفوان وتمرد يزيدان من جاذبيتها.