«الفواغرا» أكلة العيد الفرنسية مهددة بالمنع

TT

اسمها يشبه الفياغرا رغم ان العلاقة الوحيدة بينهما هي انهما من لوزام متع الحياة الدنيا. لكن الفواغرا، الأكلة التي تتصدر الموائد في فترة عيد الميلاد ورأس السنة، مهددة بالمنع استناداً الى القوانين الاوروبية، وبمسعى حثيث من جمعيات الرفق بالحيوان.

والفواغرا، بالعربية، هي الكبد الدسم لطائر البط والإوز. ويتم الحصول عليها بتسمين الملايين من هذه الطيور سنوياً، في مواسم محددة، بحيث تنتفخ اكبادها وتتضخم بفعل الافرازات الدهنية الدسمة وتتحول الى مادة غذائية شهية المذاق وغالية الأثمان.

وتنتج فرنسا سنوياً ما نسبته 83 في المائة من الانتاج العالمي للفواغرا. ويعود عليها ذلك بايرادات تزيد على 36 مليون يورو، حسب احصائيات العام الماضي. وتشير الاحصائيات غير المكتملة لهذا العام الى زيادة قدرها 6 في المائة عن مستوى الانتاج السابق.

غير ان جمعية تطلق على نفسها «حركة مبادرة المواطن لتحريم تسمين الإوز» تقود حملة واسعة لايقاف انتاج الفواغرا باعتباره «ممارسة بربرية» لا تقرها القوانين الاوروبية التي تقضي باعطاء الحيوانات علفاً مناسباً وبكميات مناسبة لا تؤدي بها الى المرض. ويقول الناشطون في هذه الحركة ان بلاداً اوروبية عديدة، آخرها ايطاليا، اتخذت قرارات تحريم انتاج الفواغرا نظراً لما يسببه من معاناة للطيور. وتقوم عملية تسمين الكبد على زق البطة بكميات من حبوب الذرة ثلاث مرات يومياً وعلى مدى اسبوعين، وذلك بفتح المنقار عنوة واستخدام مضخة صغيرة لهذا الغرض.

ويؤكد انصار المنع ان هذه الكميات من الذرة تعادل اجبار الانسان على تناول عشرة كيلوغرامات من الاطعمة يومياً. كما ان التسمين يؤدي الى هلاك حوالى المليون بطة واوزة كل عام، والى اصابة 39 مليوناً اخرى بالمرض.

واستناداً الى تقرير للجنة العلمية في الهيئة الاوروبية لصحة الحيوان، فإن البط الذي تجري تغذيته بهذه الطريقة يعاني من تضخم الكبد ومن الاسهال ومن قروح في الرقبة ومن معدلات وفيات تزيد بعشر مرات الى عشرين مرة عن تلك التي تحدث خارج مواسم التسمين. ورغم هذه الححج، لا يبدو المزارعون الفرنسيون واصحاب مشاريع الدواجن مستعدين للتخلي بسهولة عن صناعة تدر الملايين سنوياً. وهم يؤكدون ان كل الادعاءات السابقة غير صحيحة، وان القوانين الاوروبية لا تمنع انتاج الفواغرا لكنها تعترض على طريقة التسمين. وبالتالي فإن البحث جار عن طريقة اكثر رأفة بالحيوان. ويشير منتجو الفواغرا الى ان وراء الحملة المعادية لهم تقف جمعيات النباتيين التي تتخذ من بروكسل قاعدة لها. وهي جمعيات غنية وشديدة التنظيم. ويضيفون: «اذا كانت الرأفة بالحيوان هي غايتهم، فلماذا لا يمنعون عمليات اصطياد الفراشات وتحنيطها.. مثلاً؟».