لبنان تحت العاصفة: انهيارات وأنفلونزا وزحمة سير وإغلاق مدارس

TT

وصل الثلج الى بيروت، وانخفضت الحرارة بسرعة مباغتة، بلغت سبع درجات ظهر امس، فيما كانت عاصفة الصقيع تضرب لبنان وتقطع معظم الطرق الجبلية وتخلف اضراراً، منها انقطاعات في التيار الكهربائي واقتلاع الأشجار وانهيارات صخرية.

كذلك تعطلت الدراسة في بعض المناطق، لا سيما في البقاع بسبب الجليد وخفت حركة السير. وهكذا استحوذت احوال الطقس على اهتمام اللبنانيين الذين راحوا يتابعون اخبارها عبر الشاشة الصغيرة حيناً والمحطات الاذاعية احياناً اخرى. بعض القنوات المتلفزة اعطتها مساحة كبيرة من برامجها المقررة يومياً، فأخذت تعرض آخر تطورات احوال الطقس ساعة بساعة. واشتدت العواصف والزوابع وهطلت الأمطار بغزارة مما جعل الحركة شبه مشلولة. وانعكس ذلك سلباً على الطرقات والأسواق التجارية التي فرغت من المارة وجعلت الناس سجناء بيوتهم.

واستبدل اللبنانيون عبارة «كيف الحال؟» التي يتداولونها فيما بينهم يومياً بعبارة «كيف الطقس عندك؟»، وتحديداً بعد ان فرقت الأمطار والعواصف بين منطقة واخرى فوجدت هنا بينما غابت هناك وحالت دون التنقل في الشوارع التي تحولت الى ممرات ومستنقعات.

بعض اللبنانيين الذين اضطروا للخروج من منازلهم غمرتهم المياه من رأسهم حتى اخمص قدميهم بسبب السيول والفياضانات التي عمّت الشوارع والأحياء، فمارسوا رياضة السباحة في عز الشتاء ولجأوا الى اقرب دكان او كشك للهاتف العمومي للاختباء من المطر والصقيع. وبينهم من اصيب بصدمة العمر بعدما سقطت عليه وهو يقود سيارته نانسي عجرم او مادلين مطر او عاصي الحلاني او راغب علامة او غيرهم من خلال يافطات الاعلانات الخشبية التي تحمل صورهم وقد اقتلعتها العواصف القوية.

الانفلونزا من ناحيتها اصطادت مئات اللبنانيين الذين توزعوا ما بين المستوصفات والمستشفيات. ووصف احد الأطباء الوضع الصحي عام 2004 «بالسيئ» لجهة الأمراض الصدرية والحنجرية، التي زادت عن حدّها المعقول.

وتدني درجات الحرارة دفع اللبنانيين الى وسائل تدفئة بدائية اثر انقطاع التيار الكهربائي المفاجئ والمتكرر بسبب الطقس السيئ. اما التنزيلات وتخفيض الأسعار التي اعلنت عنها المحلات التجارية في بيروت وضواحيها فقد وصل بعضها الى 50 في المائة ولم تلاق التجاوب المنتظر من قبل المواطن الذي آثر البقاء في منزله وحفظ نقوده في جيبه للحالات الطارئة بدل الخروج للتسوّق والتبلل بمياه المطر والتعرض للامراض. وساهمت اعمال الحفر وشق الطرقات الموزعة في مختلف مناطق بيروت بدورها في تزايد الانهيارات وزحمة السير، كما حصل في شارع الحمرا حيث سقطت حافلة ضخمة في حفرة بسبب الأتربة والركام التي جرفتها الأمطار. اما في منطقة البسطا، غرب بيروت، فقد انهار مبنى قديم مؤلف من ثلاثة طوابق كان خالياً من السكان، كما انهارت بعض البيوت في قرى لبنانية، كبلدة الديمان الجبلية بسبب السيول.

واصيبت مناطق اخرى باضرار زراعية فطارت مثلاً خيم بلاستيكية زراعية في بلدة جدرا في الشوف، فيما عممت المدارس الخاصة على تلامذتها الموجودين في مناطق سكنية بعيدة عنها البقاء في المنازل لأن زحمة السير خانقة.