عزف مصمم الازياء اللبناني عبد محفوظ الوان الزهر وتشعباته على خشبة اوديتوريوم دي لا موزيكا في العاصمة الايطالية حيث شارك في اسبوع روما للموضة.
واختيار محفوظ هذا اللون بدرجات ومقاربات وتفرعات، كما هي حال الازهار في الطبيعة، جاء مكملا لفكرة ربيع وصيف 2004 المستوحاة من خطوط موضة الستينات، حيث انعكس مفهوم «النسوية» آنذك وما تضمنه من جمال، قوامه الذكاء والذهن المتقد كتيار له مقوماته المتوافقة مع التيارات الفكرية الطاغية على تلك الفترة التي عكستها نجمات من هوليوود امثال جين فوندا وكاترين دونوف.
لكن محفوظ لم يستورد الحقبة بغثها وثمينها، انما حرص على اضافة جرعات من الانوثة التي افتقدتها على حساب غيرها من المواضيع آنذاك.
وتبرز هذه الخصوصية في خامة الاقمشة وجودة نوعيتها الغنية التي استخدمها محفوظ بعد ان حاكتها له خصيصا ارقى مصانع القماش في سويسرا وايطاليا، ثم حولها الى لوحات متنقلة تهادت بها 18 عارضة، معظمهن من روما وبلجيكا.
ومحفوظ الذي تلقى قبيل عرضه باقة زهر من رئيس الجمهورية اللبناني العماد اميل لحود، كان قد التقى رئيس الوزراء الايطالي سلفيو برلسكوني الذي ابدى اعجابه بما اطلع عليه من تصاميم محفوظ كما منحه وسام مدينة روما وابدى رغبته بمزيد من التعامل مع المصمم اللبناني وزملائه للمساهمة باعادة الزخم الى اسبوع الموضة في روما الذي يعقد للعام الثاني على التوالي. ووعد برلسكوني محفوظ بمزيد من التسهيلات التي تتضمن الغاء الضرائب.
ويجمع من شاهد عرض محفوظ في الصيف الماضي على ان المصمم نجح في التفوق على نفسه مع هذه المجموعة التي قادته بالتأكيد الى مدار جديد من مدارات الموضة العالمية، قوامه البساطة والاناقة من دون تكليف او اسفاف الا من خلال العمل بحد ذاته حتى بدت العارضتان اللتان لبستا علمي لبنان وايطاليا وكأنهما في حلة ناعمة للسهرة تليق بكل الاوقات وكل المناسبات.