2000 شخص استمعوا إلى ديودونيه في الشارع تحديا للذين منعوه من الغناء بأولمبيا باريس

TT

في بادرة غير مسبوقة، تجمع اكثر من الفي شخص، وقرابة المائتي شرطي، امام صالة الاولمبيا في باريس، مساء اول من امس، بعد ان اتخذت ادارة الصالة قرارا بمنع حفلة للكوميدي الفرنسي ديودونيه، كانت مقررة في المساء نفسه «لاسباب امنية».

ومنعت الحفلة بعد ان شنت اوساط صهيونية في باريس حملة ضارية ضد الفنان واتهمته بالعداء للسامية لانه تجرأ وانتقد سياسة شارون في احاديث عامة وربط بين ممارسات حكومة اسرائيل والممارسات النازية، اثناء ظهوره في برنامج تلفزيوني.

وادت الحملة الى الغاء عدة حفلات للفنان، داخل فرنسا وخارجها، آخرها حفلة «الاولمبيا». وكانت حجة ادارة الصالة انها تلقت تهديدات كثيرة وهي غير قادرة على تأمين السلامة الامنية للجمهور. وكان رأي شرطة باريس من رأي الادارة.

وتمكن ديودونيه من ايصال رسالة الى جمهوره قال فيها انه سيكون موجودا امام «الاولمبيا» في الموعد نفسه، وانه مستعد للغناء في الشارع، كرد على منعه من الغناء في الصالة. وتلقف الجمهور الرسالة وتوجه المئات من الفرنسيين والعرب الى حي الاوبرا، حيث تقع الصالة، وتجمع عشرات الصحافيين والمصورين حول الفنان الذي كان محاطا بحراسة مكثفة، وبعد ان ردد الجمهور هتافات التضامن مع ديودونيه وطالب بالسماح بحرية التعبير، اخذ الفنان الميكرفون وشكر الحاضرين قائلا انه يمر بفترة عصيبة لان منعه من التعبير هو بمثابة اعدام فني له.

وتوالى على الميكرفون عدة اشخاص القوا كلمات نددت بمنع الفنان من تقديم عروضه، وبالتواطؤ الذي تم بين سلطات الامن وادارة «الاولمبيا». وكان بين المتحدثين بطل الجودو السابق جمال بوراس، والعازف مانو ديبانغو، والروائية السوداء كاليكست بيالا، وفنانون آخرون.

واختتم ديودونيه الحفلة المرتجلة بتقديم وصلة فكاهية سياسية انتقد فيها مخططي هجوم الحادي عشر من سبتمبر (ايلول) 2001 في اميركا، وقال لجمهوره ان الدعم الذي شاهده، تلك الليلة، يجعله يفكر بتقديم حفل في ملعب باريس الكبير الذي جرت فيه نهائيات كأس العالم 98.