المستقبل للنساء.. حسب أعرق معهد للأبحاث العلمية في العالم

TT

ستكون المرأة هي العنصر المسيطر على كل مناحي الحياة في العالم، باختصار.. المستقبل للنساء، كما توقعت عالمة بريطانية كبيرة أول من أمس.

وقالت البارونة سوزان غرينفيلد البروفيسورة في جامعة اوكسفورد وأول امرأة تتولى ادارة المعهد الملكي في بريطانيا (Royal Institution) ومقره لندن، وهو أعرق معهد مستقل للأبحاث العلمية في العالم، إن التطور السريع الذي تشهده تقنية الانتاج ووتيرة التغيير الذي تشهده أماكن العمل تمحي الفروق بين الرجل والمرأة، بل وتمنح المرأة الفرصة الأكبر للحصول على الوظائف التي كانت تقليديا من حصة الرجال. كما ان التطور الطبي يساعد النساء على التأخير في تأسيس العائلة، بل وحتى تكوين عائلة بدون الحاجة الى وجود رجل، مثل الحمل بالتلقيح الصناعي او زرع الأنسجة، مما يقلل بل يعدم دور الرجل «ولم يعدن بحاجة الى الرجال» كما قالت البارونة غرينفيلد التي اوردت صحيفة «الديلي ميل» البريطانية توقعاتها امس.

وقالت غرينفيلد ان الضغوط على المرأة لكي تختار بين العائلة والعمل ستختفي كليا لأن التكنولوجيا الجديدة وفرت لها ان تجمد بويضاتها وتحفظها لكي تستعملها مستقبلا. واكثر من هذا اعلن علماء اميركيون حديثا انهم نجحوا في الغاء سن اليأس عمليا بإزالة خلايا مبيض امرأة شابة وتجميدها ثم اعادة زرعها في المبيض نفسه بعد سنوات عديدة. وحسب البارونة «تصوري انك تحصدين بويضاتك وانت في الثامنة عشرة من عمرك، اي في عنفوان خصوبة البويضات، وانت تعرفين ان بإمكانك ان تختاري المرحلة العمرية التي ترغبين في استعمالها لانتاج الأطفال». مثل هذه التقنية تعطي الحرية الكاملة للمرأة لكي تختار حياتها العملية وفي الوقت نفسه تؤسس حياتها العائلية متى تشاء، فما هو اذن دور الرجل، بل ماهي فائدته اساسا كما تساءلت البارونة? وجاءت توقعات البارونة بمناسبة عرض القناة الثانية للتلفزيون البريطاني (بي.بي.سي 2) عملا دراميا مثيرا في الساعة التاسعة من مساء هذا اليوم (الأربعاء) بتوقيت لندن بعنوان «ماذا لو حكمت النساء؟».

ومع ازدياد القوة النسائية في كل مجالات الحياة، وتفوق الطالبات على الطلاب اكاديميا، فإن سيطرة النساء قد بدأت فعلا كما ترى البارونة غرينفيلد التي تؤكد ان المستقبل سيبنى على هذا الأساس «المستقبل سيكون انثويا لأسباب كثيرة، لعل ابرزها اننا نتحول من نمط الانتاج الصناعي الثقيل الذي يتطلب قوة عضلية الى العمل بأدمغتنا امام شاشات الكمبيوتر». واضافت «المرأة لم تعد في وضع ضعيف لأنها غير قادرة على حمل الآلات الثقيلة او استعمالها. وان شروط العمل اللينة من البيت اتاحت لها الدمج بين العمل وتربية الأطفال».

وتشير الاحصاءات الرسمية البريطانية ان 55 في المائة من الأمهات اللواتي لديهن اطفال دون الخامسة من اعمارهم هن عاملات في مختلف المجالات، وبذلك اصبحت النساء القابعات في البيت أقلية لأول مرة في التاريخ.

وتقول ثلاث من بين خمس امهات جديدات انهن يعدن للعمل لأنهن غير قادرات على البقاء في البيت لأسباب مادية، لكن البارونة ترى ان هذا الوضع سيتغير سريعا «لأن العمل من البيت يصبح شائعا اكثر مع الأيام».